الأحد، 25 أكتوبر 2009

خطاب الى شعبى الجبان

بحثت فى goOgle earth عن موقع مصر .. فماذا وجدت ؟ وجدت دولتان بهذا الأسم ، مصر .. مصر الدولة التى يحكمها الذين تتقدم بهم ، وهى دولة ثرية مليئه بالخيرات والثروات ، دولة منهوبة من قبل حاكميها ! ودولة يعيش شعبها فى لاوطن ! اسمه أيضا مصر .. وهذا الاوطن الثانى وطن أفتراضى ، يعيش فيه شعب افتراضى .. وطن لاحدود له سوى أسوار مصنوعة من الضياع ، يحكمه قانون لاوجود له ، وتتحكم فيه الفوضى الخلاقه ،
بحثت عن هويه الحاكمين للوطن الأول مصر البلد ، فوجدتهم عسكر حرب عصابات ، ورجال أعمال قذرة ومستثمرين لمعاناه الناس وافقارهم وامراضهم لكى يثروا ويتوحشوا فى عالمهم الخاص بهم ، عالم الوحوش الضارية المحكوم بقانون الغاب !! بلد يتقدم بهم تقدم الأعمى الذى يسير بغير هدى ، خطواته متعثرة ، وطريقه غير معروف له ، بلد يتجه ببطىء مستقر نحو الهاويه ، بلد يتجه بخطى واثقة الى قاع النهر ليغرق فيه مثل فراعين مصر السابقين ، ويبدو أن أحفاد الفراعنة لايتعلمون أبدا من أخطاء أجدادهم الظالمين ! فى الجهه الأخرى مصر الشعب اللاجىء الى الضياع ، الى اللاوجود ، نظرت الى هذا الشعب الأفتراضى فماذا وجدت ؟
وجدت اناسا يزرعون الحقد والغل والكراهية ، وأناسا يغرسون شجيرات الضلال فى أرض فاسده ، تروى بالكذب والنفاق والتدين المزيف .. بينما يرفعون أكف الضراعة الى الله يدعونه أن يبارك لهم فى حرثهم ، ويرزقهم من فيضه ، وعندما يحين موسم الحصاد ترى الجميع يتسابقون الى حصاد الجبن .. وقطف ثمار العبودية التى أستطعموها ويحرصون على أن تظل طازجة !!
وجدت ذكورا وأناثا لم يخلقوا فى هذه الدنيا سوى لكى يتناسلوا ويملئوا الأرض بمزيد من الجبناء والمستعبدين ، خلقوا ليملئوا بطونهم بالحرام ، ولاتلمس ايديهم ألا الحرام ، ولما لا .. فهى أرض نفاق وضلال وجبن وعبودية .. فماذا ستنبت غير ذلك ، العبيد !!
أنظر اليهم وهم يتسابقون الى الغش ، والى الكذب ، والى الحلف بالباطل ، أنهم يتنافسون على استحلال الحرام ، والى خلق الأعذار للمجرمين .. الى أنتهاك الأعراض بحجة الفقر والحرمان ، الى الرشوة بحجة ضيق الرزق ، والى السرقة والأغتصاب بحجة البطالة ، أنظر اليهم كيف يفرون كالأرانب المذعورة حين يلمحون سيارة شرطة أو ضابط يمر فى الطريق !! أنهم فى الأصل لم يرتكبوا أى جريمة أو ذنب ! ولكنه الجبن ، لكنه الذل ، لكنها العبودية باعلى مراتبها ، وهل هناك جبن وخزى وعار أكثر من أن تترك اللصوص يسرقون منك وطنك ويطردونك منه الى المجهول ولاتدافع عن نفسك عن بيتك وأولادك ووطنك ، لقد اعطاك الله الصحة والعافية والأيمان والتقوى ، فماذا فعلت بنعم ربك ؟ لكنها صحة نمت على طعام خرج من أرض بور ، أرض فاسده .. لكنها عافية ترنحت تحت ثقل المخدرات والأفلام الأباحية ، لكنه الأيمان المزيف الذى يدعوك الى الصلاة ولاينهاك عن الغش والسرقة ! يدعوك الى التزين بالمصحف فى يديك .. ولاينهاك عن غض البصر ، أو عدم أيذاء الأخرين !
يدعوك الى التصلى فى كل الأوقات ولايدعوك الى أتقان عملك وتيسير أمور العباد بدلا من تعقيدها لتسرق من الناس اموالهم بحجة تخليص امورهم التى تعقدت بسببك انت ، لايدعوك الى أن تخلص لله العمل ، لايدعوك الى أن تفعل كما يقولون أن تحلل المال الذى تقبضه ، أى أن تتقى الله فى عملك ليبارك لك فى رزقك ، يدعوك الى أن تنظف يديك باستمرار بحجة أن الوباء قد أنتشر ولا يلتفتون الى القذارة المنتشرة فى كل مكان ، لايدعوك أبدا الى مكارم الأخلاق ، ولكنه يدعوك دائما الى المسجد والى الحجاب والى النقاب ، كيف يتسنى للأخلاق أن تسمو وتنتشر والناس قد شطبوا هذه الكلمه من قاموس حياتهم البائسة ؟

نظافة القلب

صلاتيى جمعة ، فيهما كل المعانى التىتبحث عنها ، الجمعة قبل الماضى وقف خطيب شاب أخذ يصرخ وعروق رقبته تكاد تنفجر من شدة الصراخ ، كان كعادة الأئمه يدعو الناس ترغيبا وترهيبا بضرورة أتباع سنه الرسول وان ما أصاب المسلمين من اوبئة وأمراض أنما هو نتيجة لمعصية الناس ونسيانهم سنه نبيهم الكريم ، لقد أنحرف الناس فى رأيه عن سنه نبيهم بعدم أتباعهم اياها ، هذا كلامه هو ، شهور وسنوات أصلى الجمعة ولاأسمع سوى هذا الكلام من كل من وقف فوق المنبر يخطب الناس ، كان التركيز شديدا جدا على أتباع سنه النبى حتى كدت أنسى أن هناك رب للناس ولنبى الأسلام !!!
يلحون ويستغيثون ويصرخون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتخلى ويهمل سنه نبى الأسلام !! ولم يقل واحدا منهم ماذا يعنى باتباع سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم لايعرفون من سنه النبى سوى أطلاق اللحية وأرتداء الملابس القصيرة تحت الركبة بقليل والسواك والمصحف وأرتياد المساجد ! هذا عن الرجال ، أما النساء فلا صوت يعلو فوق صوت النقاب والحجاب ، ٍٍفى كل مرة أسمع هذا الكلام أكاد أفقد ٍأعصابى وأقف لأقاطعة فى الكلام طالبا شرحا محددا لما يقول ولكننى فى كل مرة أضبط نفسى وقد ملكنى داء الجبن ! فأصمت وأكظم غيظى ، وأظل أدعو الله أن تنتهى هذه الخطبة على خير لأغادر سليما معافى ! المهم بعد أن أنتهى من الخطبة والصلاة أمسك بالميكرفون لينصح الناس بضرورة النظافة لتجنب الأصابة بالأنفلوانزا المنتشرة ، وأن هذا البلاء مما صنعت يد الناس من عصيانهم لله وعدم أتباع سنه نبيه ! هكذا .. لايملون أبدا من تكرار هذا الكلام أبدا ، لم أعد أحتمل وكنت كعادتى على وشك الأسراع بالأنصراف حتى لاأقحم نفسى فيما لايفيد ، ولكننى هذه المرة خذلت نفسى ووقفت ورفعت يدى أشارة الى اننى اريد أن اساله سيئا ولكنه فيما يبدو تجاهلنى أو لم يرد ان يقطع عليه أحد حديثه او يشوشر عليه ، هكذا يقال ، ولما لم يلتفت الى أضطررت الى مقاطعته بصوت عالى حتى يتوقف قليلا ويسمعنى ، فسألته بتحدى هكذا قيل لى ، هل هذه الأمراض التى تصيبنا عقاب لنا من السماء أم انها نتيجة طبيعية للقذارة المنتشرة فى كل مكان ؟ ألم يرى الشوارع المليئة بالقمامة ؟ ألم يلاحظ سوء معاملة الناس لبعضهم البعض وأنحطاط أخلاقهم مع بعضهم ، ألم يرى الغش والتدليس والفساد فى كل مكان ، ألم يرى الأنحراف وملابس الفتيات والنساء ، ألم يحظ أبدا أى شيء لفت انتباهه غير أن الناس أبتعدت عن سنه رسولهم الكريم ؟ لقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن أقربكم منى منزلة يوم القيامه أحسنكم أخلاقا ، ولم يقل اكثركم صلاة وعبادة !! لم يذكر أحدا منكم شيئا عن مكارم الأخلاق ٍوأنه لاأيمان لمن لاأخلاق له ، فبادرنى ومن أين سيأتى الناس بكل ذلك ألا من أتباعهم سنه نبيهم ؟ ، كدت أقول له ولكنك لم تقل كلمه مما قلته لك ، فلماذا ؟ تتركون كل ذلك وهو من ثوابت الدين ومن أهم دعائمه ، وكدت أذكر له قول أمير الشعراء ، أنما الأمم الأخلاق فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا فجبنت ، خفت أن يعتبروننى مرتدا لأننى ذكرت بيتا للشعر داخل المسجد فلم ارد ، وأستدرت وأنصرفت وأنا أتعجب من منطقهم ، من تعاونهم فى تضليل الناس والضحك عليهم ، ولكننى أستنتجت أنهم قد درسوا جيدا نفسيه الناس فوجدوا نفوسهم خاوية ، وأرادتهم مسلوبة ، وتواكلهم عظيم ، فوجدوا أن أفضل طريقة للسيطرة على عقولهم هو ترهيبهم وجعلهم يعيشون فى رعب أزلى اسمه الدين ، أفضل طريقة هى التزين بزى الدين ، التمسح بالنبى ةهم لايأخذون منه سوى الزى والمظهر ولم يلتفتوا الى أن هذا الزى كان هو الزى الرسمى لبدو يعيشون فى الصحراء ، وأن هذا الزى كان مناسبا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام مضى ، لقد أخذوا أبسط شيء واقل ما يمكن اخذه من دين محمد وهو المظهر ، لأن اكثر من ذلك سوف يتعبهم ويشقيهم ، فهل هم يملكون الشجاعة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ هل هم لديهم الشجاعة والوعى والفهم والعلم لمواكبة التطور الحاصل فى العالم من حولنا ؟ هل يملكون الغيرة والكرامة والعزة والكبرياء للمنافسة على حجز مكان لهم فى مقدمة الأمم كما كان أسلافهم المسلمين ، كل هذا صعب جدا ، بل مستحيلا ، فهذا الفعل يحتاج منهم جهدا وعرقا ، يحتاج عقلا مستنيرا وعزيمة وقبل كل ذلك يحتاج أيمانا راسخا وعلما أهملوه لما وجدوا فيه من مشقة ، ٍفماذا صنعوا ؟ نشروا سياسة الجهل ، نشروا الخرافات والخزعبلات ، رفضوا التعليم الدنيوى بحجة أن القرأن يحتوى كل العلوم التىستظهر الى يوم الدين ، وأقنعوا بمنطقهم الفاسد شعبا فقير بائسا يحتاج الى اى فتوى فاسدة لكى يركن الى الراحة والنوم والتواكل ، أليس الله هو الرازق ؟ أليس رزقكم فى السماء وما توعدون ؟ ، أليس هذا ما يقوله المفتيين والعلماء الذين يرتدون الزى الأسلامى ؟
ٍأصدقكم القول أن هذا الموضوع يؤرقنى منذ سنوات طوال ورغم ما تعلمته من الدنيا لم أستطع أن أفتح فيه نقاشا حرا سوى مع من يطلقون عليهم علمانيين ! أما اذا حاولت مناقشته مع أحدا ممن يطلقون على انفسهم علماء فلا أكثر من ان تصيبك نظرات أحتقار وأشمئزاز وكلمات من عينه الله يهديكم أو أتهام مباشر أن أمثالى العلمانيين هم سبب نكبة الأمة !! رغم أننى لا علمانى ولايحزنون ، المهم أننى أتخذت قرارا بعد ياس تام أصابنى بأن لاأتحدث مع أى احد فى اى امر من أمور الدين خاصة بعد أن زاد سلطان هؤلاء وقويت شوكتهم جدا مع ظهور الفكر الجديد رغم ظهور رذاذ من الخلافات والأضطهاد على سطح الأحداث . ٍ
لكننى للأسف لم أستطع المحافظة على وعدى لنفسى ولزوجتى وأولادى بأن أترك البلد تنحرق على دماغ أصحابها الذين هم أعضاء لجنة السياسات أصحاب الفكر الجديد فى أغتصاب بلد بلا شعب سوى جماعة من خدم السلطان يريدون أن يمنحهم السلطان وظيفة أغاوات لخدمته فى توريد انفار وجوارى باسم الله ، الم يقل الله عز وجل فى كتابه وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم ؟ أليس أولى الأمر منكم تلك تنطبق على السلطان ، وأيضا تشمل أغاواته الذين يطيعون امر ربهم باطاعة أولى الأمر ؟ المهم أننى ذهبت لصلاة الجمعة التالية مباشرة ، وهناك حدث ما كنت أخاف منه منذ سنوات أن يحدث لى ، ورغم قرائتى لكثير من تلك الأحداث التى أخاف منها شخصيا والتى عايشت مثلها لأناس اخريين ، ألا أننا فيما يبدو لانقدر الأحداث حينما نراها تقع لغيرنا حق تقديرها ، ولانشعر بمدى فظاعتها سوى بعد أن نكوى بها بماشرة ،المهم أننى ذهبت الى المسجد ، مسجد أخر شهير ومريح نفسيا ، وودعتنى زوجتى وأولادى محذرين مذكريين اياى بالوصايا العشر ، لاتتثاءب ، ولاتتظاهر بالغيظ ، أو التعجب ، لاتتبادل النظرات مع أحد ، تظاهر بالعمى خاصة مع شهرتى بأننى مشاغب مساجد مثل مشاغبى الملاعب ! لاتجادل ياأخ على ،ٍ اذا لم تعجبك الخطبة أو الخطيب فحاول أن تسند ظهرك الى حائط أو عمود من أعمدة المسجد وأخلد الى النوم قليلا والله غفور رحيم ،وهكذا حنى أوشكت على الأمتناع عن صلاة الجمعة كلية والأكتفاء بصلاتها ظهرا !
ذهبت الى المسجد تسبقنى دعواتى الى المولى أن تهاجمنى نوبة نوم حتى تنتهى الخطبة ، ولكنه القدر جلست مفنجلا عينى شديد الأنتباه بلا اى تحفز فمازالت تحذيرات أولادى وتوسلاتهم ترن فى أذنى ، حتى ذكر الشيخ الخطيب الموضوع المقرر وهو النقاب ! داهمتنى نوبة من الغيظ كتمتها وكان سبب ذكر النقاب قرار شيخ الأزهر منع الطالبات والمدرسات المنتقبات من دخول الجامعه أو المدرسة أو السكنى فى المدينه الجامعية الااذا خلعن نقابهن وأكتفين بالحجاب ، فالنقاب ليس من الدين وليس كل من ترتدى النقاب جديرة بالأحترام ! هاج الشيخ الوقور وماج وشبه شيخ الأزهر بعبد الله بن سلول زعيم المنافقينٍ وذكر قصة ملفقة عن المرأة المسلمة التى ذهبت تبتاع فى السوق وكان اليهود يومها يعيشون فى المدينه وطلب بائع يهودى من المرأة خلع نقابها فرفضت المرأة مما دفع الرجل الى التحرش بالمرأة فصرخت تستغيث من اليهودى فسمعها رجل مسلم فوثب على اليهودى فقتله فتكاثر عليه اليهود فقتلوه ، ولما علم الرسول بما جرى أمر بقتلهم فتشفع لهم عبد الله بن سلول لأنهم كانوا حلفائه فأمر النبى بطردهم من المدينه بدلا من قتلهم ، والرواية كما ذكرتها كل كتب التاريخ والسيرة النبوية لم تذكر أن المرأة المسلمه كانت ترتدى أى نقاب والحقيقة أن المرأة كانت تشترى من بائع يهودى وكانت تجلس القرفصاء كعادة أهل ذلك الزمان ، فغافلها يهودى من خلفها وقام بربط أسفل ثوبها فىقطعة القماش التى تغطى به رأسها فلما قامت المرأة تعرى جسدها فصرخت فسمعها الرجل المسلم .. حتى أخر الرواية ، فما الذى أقحم النقاب فى الرواية الا للدلالة على أن النقاب كان أمر الهى منذ بداية الأسلام وأن الرسول لم يمنعه ، أليس هذا التلفيق لايليق من أمام قوم ، ينصح المسلمين بالكذب ليدفعهم الى تصديق أنهم مضطهدون من أناس لايختلفون عن عبد الله بن سلول ! ثم أعرب عن حزنه الشديد لأن المرأة المسلمه مهانه ومغتصبة فى كل مكان ، فى فلسطين وافغانستان وكشمير والعراق والشيشان ، وأنه عندما صرخت المرأة فى سجن الروم واأسلاماه جهز الخليفة العباسى جيشا جرارا وهاجم الروم وأحيل للادهم وأخرج المرأة من سجنها ، أمرأة واحدة تحركت لها جيوش الأسلام ، هكذا يقول ، أما الأن فلا كرامه ولاعزة ولاأيمان ، و...ولم ينسى فى نهاية خطبته أن يدعو بحرارة على الذين يحاربون الأسلام ويدفعون المرأة المسلمة دفعا للأنحراف برفضهم أرتدائها النقاب , والنقاب رمز الشرف والعفة والأحترام , ثم سأل هل رأى أحدكم أمراة غير منتقبة ومحترمة ؟!!!! فالنقاب دليل شرف وأحترام للمرأة المسلمة !! ثم أخذت وتيرة الدعاء فى الأرتفاع وتأمين المصليين خلفه ترتفع ,اخذ يدعو للمؤمنين فى غزة الذين يدافعون عن المسجد الأقصى بمفردهم ، فهم المؤمنون وحدهم ، هم المسلمون حقا الذين سيدخلون الجنة قبل بقية المسلمين بخمسمائة عام !! ثم دعا لتحرير المرأة المسلمة فى كل مكان على سطح الأرض ولم يذكر ابدا مصر ! أصارحكم أصابتنى غمة شديدة وكأبة وقمنا للصلاة وعندما أنتهت سارعت بالوصول الى حذائى والفرار من أمام هذا الأمام ولكن ، وجدت نفسى أعود للخلف بعد أن وطأت قدمى خارج المسجد ، كان شيئا غامضا كأنه سحر وجدت نفسى أجلس بجوار الشيخ الذى كان يجلس أمام المحراب ينهى صلاته بالتسبيح ، أنتظرت أنتهائة من التسبيح بمنتهى الأدب وعندما أنتهى ألقيت علية السلام فصافحنى الرجل بادب جم فاستأذنته فى سؤال فرحب ٍ : سالته هل يقبل الله صلاة وعبادة شعب يعيش فى هذه القذارة التى يعيش فيها من جبال قمامة فى كل مكان الى تلوث وفساد وضياع ؟ أنتهى سؤالى والأمام ينظر الى الأرض ، ثم فجأنى بما لايخطر على عقل بشر ! أشار الأمام الى قلبه وقال لى : المهم نظافة القلب لانظافة الشارع ! أصارحكم أن أجابته صدمتنى ، جعلتنى فى حالة من الخواء النفسى يشبه أنسان مخدر يرى ماحوله ولايشعر بشيء ، أستفزتنى أجابته فقلت له : هل تعنى لوأن جميع النساء قد قنقبن والرجال لطلقوا لحاهم فسوف يدخلون الجنه هكذا وهم يعيشون فى منتهى القذارة حياة لاتليق بالبشر ؟ فصمت وهو ينظر الى الأرض فقلت له : أنكم ياشيخ لايهمكم سوى النقاب واللحية وقرأة القران ولم أسمعكم مرة واحدة تأمرون بالمعروف أو تنهون عن المنكر أو حتى تدعوا أليهم ، فقال لى : أن ديننا يأمرنا بأن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الأيمان !! كما أن كل خطبه تمتلء بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فرددت ‘ هل تفهمنى أن شعبا وأمة بأكملها لايوجد فيها من يأمر بامعروف وينهى عن المنكر !! ثم أنك ياشيخ تدعو لنصرة نساء المسلمين فى كل أرجاء الأرض ماعدا البلد الذى تعيش ٍ فيه ، اليس هنا فى مصر نسائنا منتهكات وشبابنا ورجالنا ينتهكون كل ساعة فى أقسام البوليس ، أليس الفساد طغى حتى أغرق كل نسمة هواء فى مصر لم أسمعك تدعوعلى الفاسدين أو المرتشين أو الضلالية ، لم أسمعك تدعو كل أب وكل زوج أن ينظر الى ثياب ابنته أو زوجته أو أخته قبل أن تنزل من بيتها !! لم ... ولم أكمل كلامى فقد شعرت بوكزة قوية جدا فى كتفى من الخلف كانت من القوة أن صرخت من الألم ، نظرت خلفى لأرى من وكزنى فوجدت رجلا غاضبا ومتوتر جدا فصحت فيه : أيه يابنى أدم أنت فيه كده ؟ فوجئت به يصرخ فى وجهى : وطى صوتك وأنت تتكلم مع مولانا ، أنت جاى تشوشر على المسجد ؟ فقلت له بغيظ ولم أكن قد لفت نظرى الحلقة الكبيرة التى ألتفت حولنا أنا والشيخ والتى أخذت تضيق حتى ألتحمت بنا أنا والشيخ : فقلت موجها كلامى الى الرجل : وهو فيه حد يضرب حد فى المسجد بالشكل ده ؟ ثم أنا بأتكلم مع الشيخ وربما يكون صوتى قد أرتفع قليلا وانا لم أقصد ثم التفت الى الشيخ وسأليه : أنا اسأت أليك فى شيء ياشيخ ؟ فنفى الرجل ، ألا أننى فوجئت بشخص أخر يرتدى نظارة ويبدو عليه الهيبة يدفعنى فى كتفى ويقول لى أمرا : وأنت بتتكلم مع مولانا لازم تتكلم بأدب وتخفض صوتك ٍ ده عالم كبير ومبجل ويجب عليك أن تقبل يده بدلا من ان تناقشة ! وأمسك بيد الشيخ يقبلها بطريقة كلها أذلال وليس ابدا تبجيل ، أغاظنى رد فعله من دفعى بهذه الطريقة الى أوامره لى بتقبيل يد الشيخ ، فقلت له بحده وأنا ادفعه فى كتفه ، وأنت دخلك ايه ، أنا وجهت لك كلام ؟ وأيه الطريقة اللى أنت بتتكلم بيها دى أنت فاكر نفسك ايه ؟ ضابط مباحث ؟ ويبدو أن دفعى له وردى عليه ويبدو أنه معروف لدى المصليين قد زادوا من حدة التوتر الحادث فأمسك الرجل بكتفى بطريقة كلها جبروت وسالنى بحدة : أنت مين اللى باعتك ؟ كأننا فى وكر عصابة ، أو فى حارة وفى خناقة بين بلطجية فدفعت يده بشدة من على كتفى وقتل له وانت تطلع ايه علشان أنا أجيلك ؟ ثم نظرت الى الشيخ الذى كان يحاول جاهدا تهدئة الموقف الذى يزداد أشتعالا كل لحظة وقلت للشيخ : فيه كده ياشيخ هو دة وجادلهم بالتى هى احسن؟ هو أنا أسأت لك فى شيء أو عاملتك بطريقة غير محترمة فنفى الرجل بشده أن يكون شيء من هذا قد حدث وأننى فقط اساله سؤال ثم فاجئنى الشيخ بأن أحتضننى وقبلنى فى جبهتى وهو بعتذر بشدة فتأثرت بموقف الشيخ وأحتضنته وقبلت ه فى كتفه وأعتذرت له أن كان صوتى قد أرتفع دون أن اقصد فقبل الشيخ راسى مرة أخرى وهو يعتذر لى مرة أخرى وأستدرت وأنا أهم بالأنصراف حتى فوجئت برجل ضخم يقف بجوار الشيخ يدفعنى بقوة وهو يقول : طيب يالا أمشى ! كنت فى أقصى درجات أستفزازى وأنتباهى فضربت يد الرجل بعنف ولكزته فى كتفه وأنا أصيح به : وأنت مالك وفيه حد يعمل كده فى بيت ربنا ؟ جحظت عين العملاق من المفاجأة فى دفعى له فيما يبدو وهم بالهجوم على ألا أن الشيخ سارع بأحتضاتى وهو يشق بى طريقا وسط الحلقة التى ضاقت من حولى حتى شعرت أنهم يفعلون ذلك قبل أقامة الحد على ! والشيخ يدفع الحشود أمامه ليمر بينهم سمعت لأصوات شجار أخر وأصوات تلوم بغضب ما حدث وانه ما كان أن يحدث فالرجل الذى هو أنا لم يخطيء ، ولم يكفر لما سال سؤال ولا هو السؤال حرم ٍوثانى يصف الجمع الغاضب بالهمجية وأين جادلهم بالتى هى أحسن وكلام كثير متناثر وثلاثة أو أربعة رجال خرجوا من المسجد ثائرين مما يحدث وكنت أظن أننى بمفردى ، وخرجنا نواسى بعضنا رغم عدم معرفتنا السابقة وأنه عليه العوض ومنه العوض وكأننا لايكفينا عصابة لجنة السياسات حتى تخرج علينا عصابة الذقون الذين يريدون سرقتنا بينما يؤمنا أسيادهم ٍ.. وحسبنا الله ونعم الوكيل .
أقوال

نستاهل
· إذا فرضنا جدلا ان الناس كانت قوالب جامدة من الطوب أو الزلط أو الواحا من الخشب فى الخمسين سنة الاخيرة فالقطع نحن نستحق كل ما حدث لنا واكثر منه .. وليس لنا ان نتذمر او نجلس جنب الحائط نبكى حظنا العاثر والتعس .. او نرفع ايدينا بالدعاء على الظالم واولاد الحرام الذين فعلوا بنا مافعلوه .. فالشعوب التى لاتقرر مصيرها بيدها " تستاهل " ان يفرض عليها حكامها المصير الذى يرونه ويختارونه .. ولا ينفع ان يتحجج احد بالمعتقلات والتعذيب والسجون .. فحريه الارادة لها ثمن يجب دفعه ولااعرف شعبا فى العالم يتمتع بحرياته وحكم نفسه نزلت عليه الحريات من السماء مع الامطار والسحب والرياح .
· النشاط الاقتصادى المتطرف
· ان تعبير النشاط الاقتصادى القبطى الذى ظهر فى عدد من المنتديات على شبكة الانترنت هو تعبير غير موفق على الاطلاق .. وهو ملئ حتى الثمالة بالطائفية مثله مثل تعبير النشاط الاقتصادى المسلم الذى تروجه الجماعات الاسلامية المتعصبة .. صحيح ان الاقباط شطار للغاية فى بعض المهن وانواع من التجارة لكن داخل منظومة النشاط الاقتصادى المصرى للوطن كله مندمجين فيه وليس منفصلين عنه .
· يبدو ان المشكلات الكثيرة التى بعانى منها المصريون المسيحيين فى هذا الزمان الردئ وراء هذه النظرية الضيقة .. يضاف اليها الطائفية التى صارت حالة مجتمعية بافعال وتصرفات جماعات الاسلام السيايى .. والكارثة الاكبر ان الطائفية اصبحت هى " مرجعية التفسير " الوحيد المتاح لكل ما يحدث فى مجتمعنا الان .. وهذه مصيبة
· ان البحث عن حلول لهذه المشكلات لابد ان يخرج من الدائلاة الدينية الى الدائرة الوطنية .. ومن الجماعات الصغيرة الى الوطن ككل .. فالمسيحيون المصريون ليسوا أقلية .. ولا ينطبق عليهم وصف أقلية بمعناها المتعارف علية فى المجتمعات الغربية أو الاسيوية .. فالاقية فى الغالب هى أقلية جنس أو عرق .. أما فى مصر فنحن نكاد ذوى أصول واحدة ومشتركة .. وأغلب جدودنا من الاقباط عدا قلة قليلة جاءت مع الفتح الاسلامى كما يسميه المسلمون أو الغزو الاسلامى كما يسميه الاقباط .. لذلك فنحن لسنا جنسا واحدا بل خليطا من دماء مصرية وعربية ورومانية وليبية وفارسية وهكسوس وبطالمة وشركسية وتركية واوروبية بحكم مئات السنين . وليس عشرات السنين التى عاش فيها هؤلاء الاجانب القادمين الى مصر تزوجوا وأنجبوا وذابوا فيها وشكلوا معنا هذه الخلطة السحرية المسماه المصرية .. وهذه الروح المصرية هى التى تمكنت من تمصير المسيحين والاسلام .. وازمة المصريين الان هى انسحاب الاسلام المصرى الزراعى امام الاسلام البدوى الصحراوى .. فزادت مساحة التعصب والتطرف وقلت مساحة التسامح والاعتدال .. وهذه حالة مؤقته . نعم ان المسيحيين المصريين متألمون جدا بسبب شيوع التمييز ضدهم فى المناصب السياسية والوظائف الكبيرة .
· الاحتقان الطائفى .. اصبح عاده اجتماعية متوطنه تعبر عن حالة الشعب المصرى البائس . وفصل من فصول ماساة الشعب اتخذ من العدوانية والغوغاء وسيلة للتعبير عن سخطه .. شعب فقد كل شيء فى دولته وعلى ارضه .. شعب نال منه الفقر والجهل والتعصب بعدما اعلنت الصفوة فى مجتمعه انه ناقص اهليه .. لقد خرج الشعب معلنا غضبه بعد زمن من هتافه الصامت .. خرج بمشاهد واضحه من العدوانية المطلقة .. يعتبر الاحتقان الطائفى احد معالمها . انه يصنع المحنه حتى يبكى من اجلها على حاله . لاتريد السلطة ان تصارح نفسها .. لاتريد الدخول الى العمق .. لتبحث عن مصدر هذه القوة المدمرة التى تنطلق عند حدوث اى ازمة .. هذه العدوانية والشراسة التى تنال من كل شيء .

· عن الانتماء
· عن اشكالية الانتماء .. نقول ان الشعب فقد الانتماء الى الوطن .. فنتيجة الفساد المنتشر .. والسياسة العقيمة التى سيطرت على مقدرات الامور التى جعلت الشعب يشعر وكانه لايعيش على ارضه التى عانى من اجلها .
· عندما نقارن بين الماضى زمن ابائنا واجدادنا .. وزماننا اللعين نجد مفارقة هى دليل اكيد على هذا النهج السياسى الخاطئ .. لم يسجل التاريخ اى احتقان طائفى او ازمات صنعها الشعب اشبه ما نحن فيه .. اننا ازاء ازمات مخيفة .. لقد فقد الشعب واجياله الحالية الانتماء موجها هذه الغريزة فى اتجاه اخر اراد هو ايضا ان يصنع دوله فكان الانتماء الى المؤسسات الدينية .. وهنا قد تفرق الشعب .. الى اقباط .. ومسلمين .. الكنيسة والمسجد .. انشطرت قوة الوطن . وأصبح الضعف وليد الانكسار وقد ساعد على نمو الدور السياسى للمؤسسات الدينية هذا الخطأ السياسى الذى ارتكبته السلطة فى وقت اراد الشعب فيه ان يكون حرا .. وصنع الكيان الاصول ذا الطابع السياسى الذى استفاد من انكار السلطة للشعب واهتمامها للنخبة .. وعلى الجانب الاخركان الدورالسياسى للكنيسة للحفاظ على ابنائها من مساوئ المد الاصولى ولعبت الكنيسة دورا قويا فى هذا الشان كرد فعل .. فعندما تريد السلطة الحاكمه ان تخاطب الشعب تخاطبة غالبا فى دولته الجديدة .. اما الاشكالية الاخرى التى تتمثل فى حاله اللارشد فهى نتيجه اكيده لعدم الانتماء فقد توارى الفكر التنويرى وأصبح يعانى الجميع من اللارشد .. وهنا صدق كانط " ان اللارشد ان يعجز الانسان عن الاستفاده من عقله .. وارتضاءه ان يأخذ من فكر الغير بديلا عن وعيه فأصبح الشعب يعيش ولاغير .

· كتاب ممنوع فى مصر
· ليس من باب الاثارة ولكن من باب المواجهة .. فليس من المقبول ابدا ان نصادرعلى كل فكر لايأتى على هوانا ولا يعزف على النغمه التى نريدها .. أراد جون برادلى ان يفهم الطريقة التى تدار بها السياسات والمجتمع المصرى والذى بدا له على شفا حفرة من نار الغضب .. وعدم الاستقرار .. ان الاضطرابات التى تنتشر حاليا فى الشارع المصرى مجرد قشرة ظاهرة تخفى تحتها حالة من الفقر المدقع والاحساس بالظلم والقهر والفساد السياسى الذى يؤدى حتما الى تاكل الطبقة الوسطى المصرية ونهب ثروات البلاد باسم الخصخصة وفتح باب اما الاستثمار أضافة الى نظام سياسى .. لايحمل ايدلوجية حقيقية .. ولايهتم بحل مشكلات الشعب .. ان لم يكن هو سيي هذه المشكلات كلها . ان الاضرابات فى الشوارع المصرية لايمكن ان تسبب انقلابا فى نظام الحكم .. لان لذلك النظام يعتمد على قوات امن لاتعرف الرحمة .. وان الامن المصرى يضرب ويغتصب ويقتل صبية سرقوا بعض علب الشاى .. وبالتالى فأسهل شيئ ان يقمع ذلك الامن من يحتجون على سياسات البلاد .. يتنبأ برادلى بأن 18 شهرا القادمة ربما تحدد مصير مصر .. ستكون مصر حبلى بالغضب .. والتوتر .. والغليان الذى قد يتفجر دون سابق انذار .. لتزداد الامور سوءا الى حد قد يصل بالبلاد الى درجة من الفوضى الكاملة قد تاخذ شكل انقلاب عسكرى .. خاصة لو نجح الاخوان بشكل ما فى الوصول الى الحكم .. يرى برادلى ان الشعبية التى يتمتع بها الاخوان المسلمون فى مصر مجرد وهم .. أسطورة لها أصل ضعيف من الحقيقة .. وقال صراحة فى كتابه ان عددا من اعضاء الجماعة المعلنين هم نصف مليون عضو .. قد يضاف اليهم مليون او مليونان من المتعاطفين معهم لتجد فى النهاية ان الاخوان لايحظون الا بدعم 2% من شعب يصل الى 78 ملونا .
· لقد ورث الضباط الاحرار فى نظر برادلى كل الفساد الذى كان ينخر فى الملكية التى اطاحوا بها .. واستبدلوا بفسادهم كل ماهو سيء فى مصربما هو اسوأ .. وصار الضباط الاحرارهم قوة الاحتلال الجديدة التى تحكم سيطرتها على مصر واستمر ذلك الوضع حتى اليوم .. الغالبية العظمى من الشعب تساق بغسيل الدماغ أو بالقمع والتعذيب حتى يضمن أهل القمة ان يظلوا عليها . فالمؤلف يحمل تأييدا شديد لمبارك أو من سيأتى بعده وهو مؤمن بأن الولايات المتحدة لو قررت الانقلاب على النظام الحالى لصالح الاسلاميين لحدثت كارثة فى الشرق الاوسط .. فنظام الحكم فى مصر هو حائط الصد الاخير امام الاصولية التى تزحف لتلتهم أنظمة الحكم ىف العالم العربى .

· أمسك .. حاكم عربى
· الرئيس عمر البشير يرد على مذكره ضبطه واعتقال سيادته قائل " سنرد عليهم بواصلة جهود التنمية " وهى العبارة المطاطة التى يرددها كل الحكام العرب منذ عهد الملك " نخ رع " والحمد لله جهود التنمية فى اغلب الدول العربية جلبت معها الفقر والمجاعات .. فى السودان 300 الف قتيل فى دارفور .. وحروب فى الجنوب بعد ان تولى البشير السلطة 1989 .. كل الحكام العرب يأتون بالانقلابات وبعدها يتحدثون باسم الشعب .. كان فى الماضى جعفر نميرى يتحدث باسم الشعب والاحكام بالشريعة بدليل قطع ايدى الفقراء المعدمين .. وفى العراق بعد خروج صدام حسين من الحفرة اياها انكشف الملف الاسود لسيادته .. اغتيالات .. اباده جماعية .. لم يسلم من بطشه وبطش اولاده " قصى وعدى " أحد واخشى ان نرى قريبا نصف الحكام العرب فى ايديهم الكلايشات .. ولكن الخوف كل الخوف من وثوب جماعات التطرف لكراسى الحكم الخالية .

· الشخصية المصرية
· الشخصية المصرية تغيرت بفعل الضغوط .. التوتر والارهاق .. الزحام والتلوث السمعى والبصرى .. اصبحت شخصية واجمه .. مرتبكة .. مكتئبة .. ضعيفة الانتماء .. فاقدة للامان والطمائنينة .. تعانى ازمة الحصول على اساسيات ومطالب الحياة .. زادت الانانية والانكفاء على الذات .. وتفشى الابتزاز والاستغلال وفقدان صله الرحم .. هذا ماتقوله الدراسات .. لكن الكارثة الحقيقية هى التوحد مع نماذج الفساد والثراء الطفيلى وتقليدها .. وكالعاده الطبقة المتوسطة تدفع الفاتورة .. وابناء الطبقة المتوسطة اصبحوا ضحايا للمزيد من العنف والعدوان والنصب والتحايل والبلطجة والغلاء المفتعل بالاعيب المضاربات والاحتكار والسوق السوداء . الكل يلهث فى مارثون تتفاوت محطاته بين الستر والثراء الفاحش .
· المجتمع على وشك الاصابة بسكته دماغية " المعارضة " تعانى موتا اكلينكيا .. والنظام يصادر الفكر بزعم حماية السلم الاجتماعى .. والزعامات الروحية تدعو الناس للتبرك ببول الرسول .. والشباب يفرغ طاقته باحلام اليقظة فى الدخان الازرق .
ماكل هذا العبث
· كيف نصادر حق الاجيال القادمة فى ثروتها البترولية ؟ ان هذا الاتفاق يعد جريمة متكاملة الاركان .. وكل من شارك فيها أو وافق عليها لابد أن يقدم الى المحاكمة القضائية , واذا لم نتمكن فى الظروف الانية من تقديمهم الى محكمة تعيد للشعب حقوقه المسلوبة فلابد من الدعوة والاعداد والتحضير لمحاكمات قضائية عادلة ستجرى فى يوم قريب ان شاء الله لكل من تواطأ فى هذه الجريمة .. سواء من وافق , أو ساهم أو شارك أو صمت على على سرقة شعبنا الفقير .. وهم الذين أفقروه بعدما نهبوا خيرات بلاده ومنحوها لاصدقائهم الصهاينة بلا مقابل , أصدقائهم أعداء الشعب .
الاحساس بالمهانة الوطنية
· الشيخ خليفة أل زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة تصدق على مصر بمليون طن من القمح .. وأن حكومتها فرحت كثيرا بهذا التبرع .!
أما لديك من بلسم
· أما لديك من بلسم يعيد فى امتنا الرجولة : هذا شطر بيت شعر للوزير الدكتور غازى القصيب .. قصيدة يقول فيها " ياسيدى المخترع العظيم .. يامن صنعت بلسما قضى على مواجع الرجولة .. وايقظ الفحولة .. أما لديك بلسما يعيد فى امتنا الرجولة ؟!! " , نشرت بجريدة الحياة بمناسبة احفالية " العرب يحتفلون بالعيد العاشر للفياجرا " احتفالا باستعادة الرجال أدواتهم الاغترابية دون الحاجة الى رجولة طبيعية مستثارة كما خلقها الله .
وقد تواكب الاحتفال مع الاحتفال بالذكرى 60 باغتصاب فللسطين وضياعها !!!!!!! صدفة غريبة !
.....................................
· قالت الفتاة : نحن ميتون فعلا .. ولاانتحار لميت !
قال الشاب : ألا تحس ياهذا ؟ كيف تستطيع أن تواجه أولادك كل صباح ؟ كيف تستطيع أن تتمتع بزوجتك والبلد محتلة منذ سنوات ؟ .. فتتوارد الخواطر على الاخر " ... أحسست بزهو خفى لآنى لاأتمتع بزوجتى فى ظل الاحتلال ! وكدت أسأله : هل من الوطنية أن اكون عنينا حتى يزول الاحتلال ؟
· لقاء جمال مبارك العلنى مع وزير الدفاع الاسرائيلى فى شرم الشيخ .. يجعل التساؤل عن سر التغيير فى اجندة التوريث أمرا مقبولا .. فهل أقتنع النجل بمقولة أن الوصول الى العرش يتطلب موافقة البيت الابيض وموافقة البيت الابيض مرهونة برضا تل ابيب والوصول الى تل ابيب يقتضى بعض التحرك للامام ومد اليد أو الذراع خاصة ان كثيرين .. أعضاء ورجال الاعمال المنتمية للمجلس الاعلى للسياسات سافروا الى اسرائيل ولهم علاقات متشعبة بها , خاصة فى ظل الاعلان عقب حضور باراك لمقابلة جمال مبارك عن ضبط 7 انفاق بين مصر وغزة شمال معبر صلاح الدين , وكأن الامر تحية لباراك واللقاء المثير مع ابن الرئيس .. فهل يحاول جمال مبارك من خلال لقائه الشخصى ولقائه المعلن مع باراك واغلاق الانفاق السبعة تقديم السبت وطمأنه تل ابيب انه فى نفس طريق التطبيع الذى سار عليه نظام والده ؟ !!
..................................
· كتب طه حسين فى جريدة الاهرام 13/12/1952 مقالا قال فيه " قد أن للمصريين ان يدركوا ان الحكم لاياتى الا منهم , ولايتنزل عليهم وأن الحكام مهما يكونون خداما لاساده ينصبهم الشعب ليؤدوا بعض لعماله التى تتصل بمرافقه السياسية والاجتماعية فى الحدود التى يرسمها الدستور ويرزقهم على ذلك اجورهم .. ويسالهم بعد ذلك عما يفعلون " ثم انتقل الى توريث الحكم فقال " انه سخف لاينقضى وأخطار لاحد لها .. فانت لاتستطيع أن تكفل الحزم والعزم والحكم والحلم والذكاء والكفاءة والصلاح والاستقامة للاجنة فى بطون امهاتهم .. فكيف اذن ضمنت لهذا الجنين قبل ان يولد الملك والاستئثار بشعب كامل لالشيء الا انه انحدر من أسرة بعينها .
· أتحدث مع شباب بنات وأولاد .. رجال ونساء .. انهم .. لايعرفون اى شيء .. لايفكرون فى اى شيء .. أتحدث عن حركة كفاية ,, كاننى اتحدث لغة اخرى .. أتحدث عن جمال مبارك والذين ينهبون خيرات البلاد ويذلون العباد فلا ترى ولاتسمع سوى مصمصة شفاة ,, وربنا على المفترى .. كلام , كلام , اذا لم تكن سلبيا .. فلتكن جاهلا .. فلتكن ميتا ,, أو كن ماتشاء ولكن اياك والكفر .. اياك ان تفتح فمك وتقول آه !! اياك ثم اياك , ثم اياك ! يعيشون احلام ان الله اذا اراد ان يصلح الحال فسيصلحه فى الحال ! فورا ودون دعم ولاعون ولاتدخل من الناس ..! ليه ؟ لان الناس غلابه , وشقيانيين وتعبانين ,و مش ناقصين بهدلة .. ماله الفرعون .. الشيطان نفسه .. لايهم من يحكمنا , مادمنا ناكل ونشرب ونجد الفرصة لانجاب الاطفال .. ففى تلك اللحظة فقط نشعر اننا حقا نحيا بين ضفاف هذا العالم .. نعيش ولكنها ليست عيشة .. فلا كرامة ولاامان ولااطمئنان لغد .. لاشيء .. سوى عيشة الكلاب التى نعيشها . ياعم الحمد لله .. غيرنا مش لاقى , وتسال : مش لاقى ايه ؟ وياتيك الصمت .. يصدمك , يحاصرك , يقتل فيك كل سيء حى .. سوى .. والله لاادرى اى شيء حى مازال يحيا داخلنا ؟ ...............................................................
هــمــــه

لاتمنعونى مواصلة السفر
همتى معانقة الخطر
وطى القفر
أنا لااريد أن أكون من عامة البشر
...
همتى اقتناص الدرر
ومعرفة الخبر
والنهل من كنوز أولى البصر
وجمع الآداب والفكر
أنا لااريد أن أكون من عامة البشر
...
همتى الوصول الى القمر
والبعد عن مضاجعة الحفر
أنا لااريد أن أكون من عامة البشر
أنا لاأريد أن أكون شذر حذر
ولاعاشقا من الهوى قد سكر
يعشق كل غانية يرمى بها القدر
فاضحى هائما لامقر ولا مستقر
همه وهمته وصل من هجر
أنا لااريد أن أكون من عامة البشر
...
همتى مرافقة من صبر
والبعد عن من فجر
والنأى عن سقر
وعن حال من عبس وبسر
وعن من لاتبقى ولاتذر
والوصول الى جنات ونهر
أنا لااريد أن أكون من عامة البشر
دائــما هنـــاك بدائـــل أخـــــرى !

يغرق بعض المثقفين من دعاة الديمقراطية والمجتمع المدنى المهمومين بحلم بناء الدولة الحديثة فى دوامة يخطط لها البعض بإحكام بهدف تبديد الطاقة عن طريق تركيزها فى محاولات الاجابة على سؤال جوهرى واحد هو : أيهما أصلح لحكم البلاد ؛ ان تخضع لحكم الاستبداد والفساد ؛ ام لسطوة الاسلاميين ؟ .
وتزل أقدام الكثيرين فى هذه الدوامة التى تحصر الخياربين فئتين أثنتين وتضعهما وكأن هناك صراعا داميا بينهما لا ينتهى الا بإنهاء إحداهما للاخرى ! وتتعامى هذه النظرية عن انه ؛ ورغم الخلافات المعروفة ؛ فإن العلاقة العضوية وثيقة بينهما كما ان كلا منهما تدعم الاخرى ؛ سواء بالتخطيط والتراضى أو بحكم التلاقى الطبيعى فى النظر أو بمناهج وضع السياسات العملية المتشابهه بعيدا عن الهتافات الحماسية !
انظر الى هذه الهارمونية العجيبة فى تشكيل فريق واحد منهما فى التصدى للابداع الادبى والفنى ؛ وموقفهما المشترك لمصادرة الانتاج الذى يسعى اصحابه لهز المجتمع وإفاقته من نعاسه ! وقد طوروا تعاونهما الى حد الوقوف وقفة رجل واحد فى رفض محاولة اسقاط الحصانه عن عضو بارز بجماعة الحكم ليمثل امام النيابة لسماع اقواله فى قضايا فساد تتعلق بالتربح من الوظيفة وإساءة استخدام السلطة !!! كما ان هناك سعيا دءوبا من ال الحكم لنيل البيعة من المؤسسات الدينية والطرق الصوفية 00 الخ الخ ! والاهم ؛ ان الاسلاميين لم يبذلوا جهدا قط لتوفير اول عوامل قوتهم المستمدة من التشريعات والذى يوفر لهم مرجعية قانونية وغطاء أدبيا فى مجال تحركهم الدعوى والسياسى ؛ وهو ما يتمثل فى التعديل الدستورى القاضى بان الاسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع ؛ وانما الاخرون هم الذين فعلوها ولايسعون لإلغائها برغم قدرتهم على ذلك ؛ بل ان غرضهم ان تظل قائمة ؛ لالرصف طريق الاسلاميين للحكم ؛ وانما لتوفير ما يمكن الاسلاميين من تقوية انفسهم ولكن الى حد معين ؛ أما اذا فكروا او سعوا لتجاوزه فسوف تتصدى لهم مصفحات الامن المركزى وتستضيفهم المعتقلات .
وهذا الحد المسموح به كاف لاثارة ذعر الاقباط والرومانسيين من دعاة المجتمع المدنى إضافة الى دول الغرب ؛ ويصبح عندئذ من حق ؛ بل ومن واجب ؛ بل بعد استعطافات ؛ ان يتصدى المستبدون للاسلاميين لكبح جماحهم ومنعهم من الوصول للحكم ؛ وهى مهمة تستلزم ان يتابد المستبدون فى الحكم ويجوز معها التنازل عن الحريات العامة والحقوق السياسية ؛ لانهم يصرون على ابقاء النص الدستورى على ما هو عليه ؛ كما انهم لن يكفوا عن غض الطرف عن سعى الاسلاميين الى استحواذ القوة حتى بلوغهم الحد المسموح به ؛ ولاضير من ان يمثلوا بعضوية غير مؤثرة فى البرلمان ؛ ولامانع من استضافتهم فى التلفزيون والسماح لهم بنشر افكارهم ؛ ليس من باب هذا حقهم الذى لاتجوز المجادلة فيه وانما فى السياق السياسى العملى الرامى الى نفس الهدف ؛ وتتفرج الدولة على الاستيلاء على اراضى و بناء زوايا بلا ترخيص ! وبدورهم ؛ سيتبرع الاسلاميون باجتهادهم الخاص بتوفير مزيد من الحجج التى تدعم خطة المستبدين ! وسيطرحون فى برنامجهم كلاما مرعبا ينتمى الى العصور الوسطى عن التفرقة بين أصحاب الديانات فى الولاية الكبرى والولاية الصغرى .. الخ .
وكأن الأمر صار بايديهم وكأنه بات بإمكانهم قرار المنح والمنع !! كما انهم سيفرضون أنفسهم فى محطات المترو ؛ وسيرفعون درجة الميكرفون فى المساجد والزوايا الى اقصى حد فى الاذان واداء الشعائر بل ودروس العصر وما بعد العشاء وتواشيح ما قبل الفجر ؛ فينالوا سخط الساخطين من المسلمين المعتدلين الذين تربوا على ان العبادة تعنى الخشوع وليس الاستعراض الزاعق المقتحم ؛ ويتوازى كل ذلك مع الفزع الذى يتلبس كل من يفكر فيما ستكون عليه الامور حال وصولهم للحكم !
وتعجب ! كيف ينجح حتى الان هذا المخطط البسيط وتوابعه فى استبعاد معلومات اساسية من شانها ان تستعيد القضايا المهمشة ! ومن الممكن ان يقال فى ذلك كلام كثير مثلا : ليس صحيحا انه لايوجد بديل ثالث ! وخير شاهد على ذلك ما حدث بعد تجربة انهيار الاتحاد السوفيتى حيث بزغت ؛ بعد أكثر من 70 عاما من القهر المنظم ؛ ومع أجواء حرية حقيقية ؛ كل الوان الطيف السياسى ؛ من اقصى اليمين العنصرى الى اقصى التطرف الشيوعى ؛ وما بينهما ! وقد ظهرت فى مصر بوادر شبيهة فى الحركات الاحتجاجية حتى اضراب 6 إبريل ! وأما الديمقراطية ؛ بمعنى توفير الية تداول الحكم سلميا ؛ والتى يضنون علينا بها لاننا لم ننضج بعد ! فلقد حظى الغرب بإعمال قواعدها وبجنى الفائدة من مزاياها عندما كانت ظروفهم أقل نضجا مما نعيشه الان فى مصر ! وكما ترى ؛ فهذه دوامة يمكن ان تستمر بثقة وثبات لزمن غير منظور ؛ اذا لم تنتبه لها فئات المثقفين !
ما ذنبنا .. ماذا جنت اكفنا ؟

أنا أحد من ضبطهم الدكتور جلال امين وهم يقرءون القران فى " المترو " وأحيانا يقرءون أورادا " يتمتمون بشفاههم كما قال فى جريدة العربى الناصرى .. لكنى لم أجدنى مثل ما قال فى اوصافه التى ذكرها عن كل أو بعض من يحرصون على وقتهم – ذلك أن وقتهم هو عمرهم . ويحرصون على التقرب الى ربهم .. ذلك ان علموا ان أفضل ما يتقرب به العبد الى ربه هو تلاوة القران .. فقد ورد عن رسول الله قوله عن القران الكريم : هو نور الله المبين وحبله المتين من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هُدى الى صراط مستقيم .. فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم مابيننا .. هو الفصل ليس بالهزل وهو كلام الله تعالى وما تقرب احد الى الله بشيء أحب اليه من كلامه . ويروى أن الامام أحمد أخذته سنه من النوم فسمع صوتا من قبل الله سبحانه وتعالى فقال : يارب بما يتقرب إليك المتقربون فجاءه الصوت من قبل الله بتلاوة القران فقال يارب بفهم أم بغير فهم فجاءه الصوت من قبل الله ان بفهم وبغير فهم .. ركاب " المترو " هؤلاء يرجون الارتقاء بتلاوتهم وأن يكون ارتقائهم يوم القيامة عند أخر أيه قرءوها كما ورد فى الحديث .. فمن أين اتى الدكتور جلال بهذه الاوصاف التى وصف بها هؤلاء الناس الحريصون على اعمارهم وما بعد عمرهم ؟
الدكتور جلال أمين احد اعلامنا الكبار وهو اثير عندى وله مكانه كبيرة عند الاسلاميين والقوميين .. خاصة فى السنوات العشر الاخيرة .. حيث مال ميزان أفكارة بوضوح الى جانب حضارته الاسلامية فكرا وتاريخا وتراثا تليدا .. ورغم دراسته فى انجلترا ةعمله فى صف حضارته وحضارة أمته .
إلا أن هناك مشكلة أتصور أنها ليست صغيرة .. هذه المشكلة تبدو واضحة فى شخصيته ؛ كونه تربى ونشأ فى بيت ابيه والولد سر ابيه كما يقولون .. هذه المشكلة هى جانب العبادة فى عقل وقلب وحياة د . جلال .. ومن قبله ابوه رحمه الله ... روى فى مذكراته انه لم ير ابيه يصلى قط .. !!! رغم كونه مفكرا إسلاميا من الطبقة العليا .. ذكر هذه المعلومة أغضب إخوة الدكتور جلال منه .. ولهم حق ؛ ونامل أن يكون أحمد امين ممن ذهبوا الى ربهم بقلب سليم .. مهو سبحانه اعلم بمن خلق .. لكن المسالة فى طرحها الأوسع جديرة بالتوقف عندها .. خاصة اذا تناولناها من نفس زاوية الدكتور جلال الذى راى شبابا ورجالا يقرءون القران وعجز عن فهم سلوكهم هذا الا من خلال تكوينه الاول " هل الطفل ابو الرجل "؟ .. هو لم يخطر بباله ان هؤلاء الناس يتعبدون الى ربيهم حبا وقربا .. وانهم كمن يكون فى حال من يكلمه الله .. الذى اخذ منهم ومن ابائهم قبلا ميثاقهم انه سبحانه ربهم فقالوا بلى .. لحظة النطق ب " بلى " هذه .. لحظة هائلة الغور فى عمق الوجود .. يدركها ويشعر بها الساجدون العابدون الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ..
للاسف لم يفهم من حالهم الجليل هذا الا انهم فى حالة هروب من الدنيا .. التى عجزوا عن مغالبتها والاخذ منها بالنصيب الاوفر فتقطعت نفوسهم عليها حسرات .. وغذ ملوا من الاحلام المحمومة المكبوته .. فقد شدوا الرحال الى الاخرة !! هم الان فى حال من يعيشون " بدوافع خفية " ذلك انهم لو كانوا يملكون من متاع الدنيا الشيء الزاهى والقسط الباهى فما اشغلهم عن شد الرحال الى الاخرة!!
أروى صالح ذكرت فى " المبتسرون " ان الاستاذ هيكل وصف ابناء جيلها الذين تحركوا فى مظاهرات 68 الشهيرة لعدل ميزان المجتمع بعد هزيمة 1967 بانهم اصحاب " دوافع خفية " وحين نسلط الضوء على هذه الدوافع لتعريتها سنجد اشياء أخرى قابعة لاعلاقة لها بالشعب والكرامة والنضال والسياسة والتاريخ وان الامر كله مجرد وسائط لاشباع مسمى يرجع لاول الصبا حيث الفقر والحرمان والضعة .. فهم دائما منقبضو المزاج ساخطون على البشرية .
لندع د . جلال امين والاستاذ هيكل .. وغيرهما جانبا .. واقول بقليل من الغضب ..
من اعطاكم حق التفتيش فى الضمائر والتنقيب فى القلوب ؟ اذا كان لاحد من البشر حق كهذا وهو مالااظنه ابدا ..
ماكل هذه الجرأة الجارحة على وجدان الناس وضمائرهم ؟ . وما كل هذه الكهانه الخفية تحت قناع العقل والحرية ؟
أفهم ان يتحدث الدكتور جلال عن ضرورة قراءة القران بقلوب العابدين وعقول الفاهمين للنص وفق عصر قرائته .. وضرورة تمثل التجربة التاريخية للمسلمين ونقدها فى رحاب المفهموم القرآنى والاخذ بافضل ما فيها .. وان تلاوة القران تعنى رؤية مختلفة للعالم الذى اغرقته مفاهيم العدمية والعبث .. أما ان يطرح كل هذا جانبا ليصف من يتواصلون مع القرأن ايا ما كانت درجة تواصلهم – فمن اكثر الطرق على الباب لايلبث الا ان يلج – بانهم فى حالة هروب من الواقع ! الا يحق لنا ان " نزعل " من الدكتور ونعاتبه " كونه ما زال يراوح الناصية الاخرى حيث التوصيف النمطى ذو البعد الواحد فاحيانا نجده يعزف لحنا تاما وأحيانا اخرى نجده يعزف لحنا مخلخلا .. نعم قد يكون هناك شوك فوق الورود .. " لكنها ورود وفوقها الندى إكليل "
وأعود الى مقاربة المشكلة التى ذكرتها .. أنا أحد من يعون جيدا ان العبادة شأن فردى محض خاصة انها كلها قائمة على النية ؛ والنية محلها القلب .. لكنى لا أجدنى مستريحا لمن ظهر ووضح فى نهجة وبما له صفة التكرار انه لايهتم بالعبادات .. على كونه يقينا لاريب فيه مخلصا لوطنه ودينه وحضارته وتراث امته ..
ستظل هناك للاسف فجوة ليست صغيرة بين الاسلاميين وبين الكثير من مفكرينا الكبار ان لم يتذوقوا من رحيق العبادات والقرب بها شهدا مصفى ..
متأسفين يامحمد
يا ولدى .. ياحبة عينى .. ياقلبى .. ياقمرى .. اتموت من التعذيب .. وتتركنا والعار على وجوهنا ؟ .. ياشاهد على السفلة .. قتلوك ومشوا فى جنازتك فجرا .. يا اطهر من شيخ ازهرهم .. أخذوك هكذا ياقلبى وعذبوك فى قسم الشرطة .. أحرقوا مؤخرتك .. وضربوك .. وسحلوك بلا نقطة ضمير .. يامحمد ياابن ممدوح عبد الرحمن البنهاوى .. ياأبن ال12 سنه .. عيبك أنك فقير .. تبيع الشاى ياولدى لتعود ليلا وفى جيبك قروش.. تعدها .. وتدسها فى يد امك الفقيرة فور انتهائها من صلاة العشاء .. وتنام مرتاح البال .. الشقى هد ك .. طوال اليوم تنادى على الشاى .. عيبك يا أجمل مخلوق .. أنك ولدت فقيرا .. ابن فقير ابن فقيرة فى قرية فقيرة .. قرية سها المنسية فى مركز المنصورة .. أه يامحمد لو كنت ابن احمد عز أو ابن حبيب العادلى أو ابن حسنى مبارك .. كنت ياولدى ترفع فوق الرءوس .. تستحم بالعطر .. وتتوسد النعيم .. تشير بغصبعك فيتحرك الكون كله حولك .. كان حلمك مجابا قبل ان يرتد اليك طرفك .. كنت يامحمد ستجد من يحملك الى السرير .. يحكى لك حكايات وردية .. عن السندريلا والاقزام السبعة .. كنت ستسافر سنويا الى باريس .. تدخل كل المحلات تشترى ونحن ندفع لك من جيوبنا ومن عرقنا ومن دمنا .. كنت ستمتلك يختا باسمك وسيارة و" شالية " فى مارينا .. تصاحب أجمل البنات وتعمل سفارى ولو قتلت أحدا كنت ستدفع فدية ويغلق النائب العام الملف كما فعل رجاء العربى مع ابن ابو العينين .. ولو زهقت يامحمد كنت ستجد لك عملا .. بداية من رئيس الجمهورية وحتى موظف كبير فى احد البنوك الاجنبية الكبرى .. تقيض بالدولار لأنك لاتعمل يا صاحب الكف الشقيان .. ولو مش عاجبك البنك يامحمد .. أفتح لك شركة أوراق مالية واشترى اسهم ديون مصر .. وأدخل فى عمولات .. وأكسب ودوس على الناس .. ولو زهقت أكثر .. بيع اى حاجة فى البلد .. أرض .. بنك .. مصنع .. بيع مصر كلها .. بيع الناس .. كانت مصركلها ستفتح ذراعيها لك .. كل ماتحلم به يتحقق . كل ما تشير اليه ياتيك ساجدا مطيعا .. تكتب ستجد الصحف تسبح بحمدك .. تكتب عن عبقريتك ورؤيتك للمستقبل .. كانوا سيهتفون باسمك .. ويتصارعون للتصوير بجوارك والجلوس إليك .. كنت سترتدى السينية .. وحذاؤك من إيف سان لوران .. وتركب سيارة مصفحة وحولك الحرس .. كانت حياتك وامنك هو حياتنا وامننا ومستقبلنا .. كنت يامحمد إذا غضبت .. فغضبك قانون .. وإذا ضحكت .. فضحكتك انفراجة ورضا .. الباشا محمد بيضحك ومزاجة عالى .. غذا وقفت يوما فى لجنه – ولن يحدث – كان الضباط سيضربون لك السلام .. ويطلبون منك الوساطة لترقيتهم .. كنت ستصبح ملكا ونحن رعاياك .. لكنك يامحمد ولدت فقيرا .. مسكينا كالكلب .. يموت تحت يد سفلة سفاحين ليس فى قلوبهم رحمة ؛ ولادين لهم .. من ليس له سند يسحق بالاحذية ويعذب ويحرق حتى يموت .. مين قال لك يامحمد تولد فقيرا .. وتعذب فقيرا .. وتموت فقيرا .. وتدفن فقيرا .. ياولدى لو تعرف كيف دفنت .. وكيف لم تلق عليك امك " النظرة الاخيرة " لمت الف مرة هما وكماد .. ودفنوك السفلة يا كبدى فجرا فى وجود العمدة .. والعمدة هدد أمك لازم تسكت وتلم الموضوع .. اصل هى مش قد الداخلية .. ولا قد الحكومة .. امك يامحمد ست جدعة .. بمليون راجل من رجال النظام الكلاب .. قالت " ابنى مش كلب ومات لو فيه ضميريامحمد لانتحروا جميعا .. ولتغير وجه التاريخ .. لكنهم بلا ضمير وبلا قلب .. دول ولاد كلب .. ياابنى اللى فى سنك دلوقتى بيصيف وبيركب البيتش باجى .. مش واقف شقيان يبيع الشاى ويخطفه المخبرون ويعذبوه ويقتلوه .. ها قولك ياابنى ان موتك رحمة .. هتعيش غزاى ياابنى فى دولة كلاب حرامية فاسدين .. هتاكل منين وهم طمعانين فى لقمتك وفى هدمتك .. ياترى يامحمد رحت سينما فى حياتك ؟.. وشفت اللمبى ولااحمد حلمى .. ياترى سمعت شريط عمرو دياب الجديد ؟ .. اكيد شفت احمد زكى ؟ .. كان شبهك فقير ويتيم .. متاسفين يامحمد .. دمك فى رقبتنا كلنا .. تارك ياابنى لازم يتاخد ولو بعد حين .. إوعى ياابنى تحزن ؛ انت اكيد فى الجنة .. تلعب مع العصافير وتاكل الحلوى .. وتجد من يبتسم لك فى وداعة ويطبطب عليك .. بدلا من الوجوه العابسة التى كانت تنظر اليك كل يوم .. لن تجد فى الجنة عصا الداخلية .. الجنة ياقمرى بلا ضباط ولا عسكر ولا مخبرين .. كلهم ملائكة مثلك .. متاسفين يامحمد لأننا لم نستطيع الدفاع عنك ولا عن غيرك ولا عن بلدنا .. متأسفين يامحمد لننا صبرنا وخضعنا وركعنا وسجدنا لزبانية النظام وللرئيس .. نحن لانستحق عصفورا مثلك .. نستحق فقط هراوات الامن .. واحذية الأمن وتعذيب الامن .. نستحق رئيسنا وابنه وشلته .. لأننا لم نثر ولم ننتفض فور موتك .. كل مافعلناه ياابنى ياقلبى ياكبدى مصمصة الشفاة والدعاء على الحكومة وعلى الداخلية وعلى الزمن .. يابنى ياقمرى ارتاح .. حقك ان ترتاح من الشقى .. نام ياابنى وارتاح .. انت مع الرب .. هكذا أفضل كثيرا كما يقول الانجيل .. انت حى عند الله ترزق كما يقول القرآن .. سامحنا ياقمرى .. سامح السفلة فهم لايعلمون .. سامح يامحمد وعليك السلام !!!
متأسفين يامحمد " 2 "

ألمنى وأحزننى ما كتبته عن مصرع الطفل البرىء – محمد الدرة – أقصد محمد ممدوح البنهاوى .. الذى عذبته وقتلته صهاينة شارون العادلى .. هل تتذكر اللقطة الفاجعة الموجعة لحظة مصرع محمد الدرة ؟ ! أرجو أن تعود إليها أكيد ستجدها فى ارشيف اى جريدة إذا لم تكن الاوامر قد صدرت بمحوها بحبر النسيان من فوق جبين الصهاينة .. إذا وجدتها فضعها أمام المقال الرهيب الذى كتبته .. سترى ان المقال لم يكتب إلا عن محمد الدرة !!
ضع صورة محمد ممدوح- اذا كان له صورة اصلا – أما صورة محمد الدرة ؛ ستجد أن ليس التشابه فقط .. بل التطابق التام بين الحالتين ؛ فى الحالتين القتيل واحد .. طفل برىء براءة الزهور والفراشات .. والقاتل ايضا واحد ؛ صهيونى سافل .. كافر .. مغتصب وطن ومنتهك اعراض شعب باكمله .. ايضا ستجد السجان واحد .. نفس الخلقة البغيضة الباردة .. نفس الابتسامة الشيطانية المسممة .. نفس الجبروت والتجبر .. نفس التشفى والانتقام ؛ نفس الاسم شارون العادلى !! الفارق الوحيد بين الحالتين أن السجان هنا له رئيس يمكن ان يحاكمة أو يقيله .. او يرقيه .. رئيس يعطيه الاوامر فينفذها بمنتهى الهمة والقسوة والوحشية .. كاننا شعب تحكمنا جماعة من مصاصى الدماء والمساخيط !! أما عندهم هناك فى اسرائيل .. فشارون الصهيونى اتى به الشعب ؛ ويقيله الشعب .. يحاكمه أو يهتف له الشعب .
أما نحن ؛ فقد اصبحنا موتى بعد سبعة وعشرون عاما من امتصاص دمائنا .. أصبحنا لانشعر بما يفٌعل بنا وان كنا نستطيع قرائته .. رؤيته فى عيون بعضنا .. نراه ولانملك حتى ان نتعجب .. عيوننا زجاجية .. قلوبنا صناعية بلاستيكية .. مشاعرنا رفاهية لاتوجد فى الدمى .. لانملكها .
ثم تاتى انت وفى يدك جركن مليء بماء النار تصبه على جراحنا واوجاعنا .. بالله عليك ؛ لماذا تفعل ؟
هل تكوينا بماء النار لنصرخ ؟ ! لننتفض من الالم .. هل تعتقد ان ماء النار عندما يصب على الاوجاع يفعل ماتفعله الشحنة الكهربية عندما تصدم المركزالعصبى بالمخ فتسرى الكهرباء فى الاطراف المشلولة فتتحرك لبرهة بعد موتها أم تجرب فينا طريقة جديدة للعلاج أسمها إحياء الموتى بماء النار .. هل انت ساحر ياسيدى ؟ أم أوتيت معجزات موسى وعيسى عليهما السلام !! بالله عليك هل تكوينا ام تعالجنا أم تحاول ان تحيينا بعد موات ؟ هل تعتقد ان الموتى يمكن ان يثوروا كما حدث فى فيلم " اسفل المدينة " عندما ثار الموتى وثاروا وانتشروا فى ارجاء المدينة يبثون فيها الرعب .. ولكن هؤلاء لم يثوروا من الظلم ولاضجوا من التعذيب والعذاب .. كل مشكلتهم ان المقابر قد ازدحمت بهم فلم يعودوا يشعرون بالراحة فى مدينة الاموات السفلية .. فهل أزدحمت بنا بلدنا ؟ اعتقد نعم .. فابليس مبارك وشارون العادلى يعملون على إزدحام مدينة الموتى بدفع المزيد منا لسكناها .. حتى يضج الجميع ويختنق .. فهل يثور الجميع .. وينطلق جميع الموتى فى لحظة ياس نادرة لقتل وإرهاب والانتقام من الاحياء الذين لاذنب لهم .. ثم دعنى اسالك : منذ متى يقتل المصريون ؟ منذ سبعة وعشرون عاما .. أو اكثر .. كم عدد القتلى فى العهد المباركى ؟ تقول التقارير التى ترد الينا من منظمات حقوق الانسان ان الذين قتلوا او اختفوا تماما زادوا فى عهد مبارك عن الذين قتلوا فى كل حروب مصر مع حبيبتها وعشيقتها اسرائيل !!!!!
هؤلاء القتلى والمفقودين هم ابنائنا واخواننا وابائنا وعشيرتنا .. جميعهم ماتوا .. قتلوا واغتيلوا ظلما وعدوانا وجبروتا .. هم السابقون ونحن اللاحقون .. فماذا فعلنا ؟ . هل إنطلقنا نحرق ونقتل وندمر اعداء الله واعداء مصر والمصرييين الذين يقتلوننا ويعذبوننا ؟ لا لم يحدث !.
هل خرج اثنان ايديهما فى يد بعضهما يصرخان ان الله اكبر على اعداء الله واعداءالشعب والوطن ؟ لا ..
هل سال احدنا نفسه : " مادام يخشى ان يسال اخيه او صديقه او زميله حتى لايبلغ عنه زبانية امن جهنم "
لماذا يفعل مبارك والعادلى ما يفعلانه من ظلم وتعذيب وتجويع وقتل دون رادع ولاخوف من الله ؟
الجميع يقول ان لكل ظالم نهاية .. فهل نهاية الظلم ذاته موجودة ؟ اذا كانت نهاية مبارك اليعازر او شارون العادلى حتمية .. كما حدث لفرعون وقارون وهامان .. وكما حدث للحجاج بن يوسف وكل الظالمين الجبارين .. فإن ما فعلوه لم يفعله شيطان قبلهم ولااعتقد ان هناك من سيفعل ما فعلوه .. لقد أتخموا مدينة الموتى حتى طفحت المقابر بساكنيها .. فخرج الموتى يرعبون الاحياء وينتقمون منهم شر إنتقام .. تماما مثلما مات دراكيولا وترك ذريته يحكمون مصر ويعيثون فى العباد إمتصاصا لدمائهم
إن تعذيب رجال العادلى للشعب ليس إعتباطا .. ولا صدفه .. إنما هو مشروع مخطط له تماما .. ومدروس ؛ وواضعيه كانوا حلفاء ابليس وخادميه .. فعندما تقوم بتعذيب شخص وضربه وتعريته امام ابنائه ووسط جيرانه ومعارفه .. ثم يؤخذ من بيته عاريا ويتم ضربه وانتهاك عرضه فى الشارع امام جيرانه واولاده ثم ياخذ نصيبه ايضا فى القسم من هتك لعرضة مرة اخرى .. وتصويره وتعليقة كالذبيحة .. ثم إطلاق سراحة ؛ دون ان يرتكب اى ذنب او جريمة .. فماذا سيكون رد فعله .. انه ماان يتعافى ويستطيع ان يتحامل على ساقية حتى يفكر فى الانتقام .. وهذا حقه المشروع .. ولكن المشكلة .. ممن سينتقم ؟ هل ينتقم من الضابط او المخبر الذى اهانه وعذبه وانتهك عرضة ؟ ! الكارثة ان الانتقام لايكون من اى منهما .. فقد ذاقا عذابهما من قبل .. ولكن الضحية المسكينه عندما تصب جام غضبها وإنتقامها تكون الضحية هنا إما الابناء او العائلة أو الجيران .. او اى أحد ضعيف اخر !! وهكذا ينطلق الموتى من زنزانه العادلى وقد شحنهم بالغل .. وحطم كرامتهم وشرفهم .. ينطلقوا ليقتلوا ويعذبوا أقرب من لهم .. أو من لاذنب لهم !
هل ادركت حجم الكارثة .. ومدى العقلية الجهنمية التى تحكم وتخطط وتتحكم .. هل فهمت " أضرب المربوط يخاف السايب " ؛ أصبح المثل الان " اضرب المربوط يضرب السايب " .
أصبح جيش العادلى ليس جحافل الامن المركزى فقط ولكن الاف المعذبين منتهكى الاعراض الذين تحولوا الى طابور خامس يقتل مع قتلة النظام وبلطجيته وسفاحية المأجورين .. ويسحل مع الظالمين .. فقط .. فقط هذا ما يفعلونه .. وبالمجان .
أصبح الخوف طعامنا اليومى .. والسهد والارق مكافئتنا على جبننا .. على خستنا ونذالتنا ونحن صامتون على قتلنا .. على ذلنا وهتك أعراضنا .. أصبح خوفنا هو اقدس طقوسنا .. إذا مد احدهم يده يصافحك ترددت وتوجست خيفة .. إذا ابتسم لك احدهم بموده قلت فى نفسك : استر يارب !
إذا رن تليفونك قلت : اللهم اجعله خيرا .. فاذا كان على الطرف الاخر أحد الاصدقاء او الاقارب او أى أحد تعرفة يسال ويطمئن عليك لوجه الله .. سرعان ما تنهى المكالمة بعد كلمتين او دقيقتين ضاع نصفها فى الصمت والنصف الاخر فى الهمهمة الغامضة .. ثم تمد يدك لتغلق السكة فى وجه محدثك بحجة ان الخط انقطع .. او الشبكة وقعت أو التليفون فصل شحن !! وبدلا من السرور بأن احد يسال عنك وان الدنيا مازالت بخير .. سرعان ماتتسائل .. هو جاب النمرة منين ؟ ياترى عاوز ايه فيه ايه ؟ وهكذا .. فإذا اتصل بك مرة اخرى فسرعان ما ستلعن ابوة !!! وتجرى لتنزع فيشة التليفون أو تغير الرقم ! أليس هذا ما يحدث منا ؟ !!
أصبحنا جميعا سجناء الخوف .. جميعنا أصبح يحمل فى يده جركنبنزين وولاعة .. وفى جيبه مطواة وفى جنبه سنجة ! ليس ليضربوا بها حبيب العادلى وضباطة وزبانيته الكلاب .. ولكن ليضرب كل منهم الاخر ويشوهه !!!
يخرج المعذبون من الاقسام والسجون .. وقد تشوهوا نفسيا .. لينتقموا ويشوهوا فى الناس الغلابة .. يخرجوا وقد تحول المظلوم الى جبار أخر تضرب يده الذليلة من لاذنب لهم فيما جرى له من ظلم وانتهاك ؛ التعساء مثله .. المستكينين ؛ الفارق بينه وبينهم ؛ هو ما يدفعة لضربهم والانتقام منهم .. لقد تم تعذيبة .. وهتك عرضه وشرفة وهم لا .. هم ضعفاء .. أذلاء .. كلاب مثله تماما لايساوون شيئا .. ولكنه وحده هتك عرضه وهم لا ؛ فلم لايقوم هو بذلك خدمة للذين اهانوه .. وبالمجان .. وهكذا .. تتضح معالم الخطة الجهنمية لشارون العادلى ؛ ومبارك اليعازر؛ نفس الخطة الشيطانية التى مارستها القوات الامريكية فى معتقل جوانتناموا بخبرة يهودية فذة .. لتكسر عين الرجل العربى وتجعله يطاطيء راسه دائما ولايرفعة ابدا .. فعليك ان تنتهك عرضة .. شرفة سيضيع وعندها ستتساوى عنده كل الامور .
فمهما فعل الاثنان من تجييش وتسليح جحافل الامن المركزى .. فلن يستطيعوا الاحتماء بالعسكر فقط .. إذا ليكن هناك جيش أخر بجانب الامن المركزى 00 طابور خامس من الاذلاء .. مهتوكى الاعراض .. من ذاقوا العصل الكهربية .. وعصا المخبر او امين الشرطة العضوية .
هل فهمتم .. هل مازلت تحمل فى جيبك المطواة ؛ وفى جنبك السنجة .. وما زلت تحمل فى يدك ذلك الجركن اللعين ؟ .. اعتقد !
لقد سال الاخ ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور الرئيس مبارك يوما : هل تخاف الله ؟ أعتقد لو ان مبارك قرأ السؤال لسال نفسه : وهو فين ربنا ده ؟ !!!!
ممدوح عثمان
مصر التى فى خاطرى

فى منتصف الخمسينات غنت كوكب الشرق ام كلثوم رائعة رامى والسنباطى " مصر التى فى خاطرى وفى فمى "
سرحت طويلا مع الاغنية واهتزت أعماقى وانا اسمع الصوت الذهبى العملاق يردد مع حضور الحفل بانفعال وحماس
صادقين ذلك البيت الشعرى الذى تشدو كوكب الشرق فيه بالسؤال : .. " من منكمو يحبها مثلى انا ؟ " فترتفع أصوات كل من فى المكان : " نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم " .. يرددونها عشرات المرات بنفس الصدق والحماس بعد كل مقطع من النشودة التى تشدو فيها عبقرية الغناء بحب مصر .. الارض والنيل والتاريخ والبشر .. فهى مهد الرخاء ؛ ومنزل الروح الأمين .. نباتها ما اينعة مخضرا مذهبا .. ونيلها ما ابدعه يختال ما بين الربى .. ذابت مشاعرى مع الصوت القوى الجميل ؛ وتجاوب المستمعين معها فى ذلك الوقت منذ حوالى نصف قرن ؛ فوجدت دموعى تنساب بغزارة ولم أستطع طوال هذه الليلة النوم وانا افكر .. ما الذى تغير فى هذا الشعب الذى يعيش على نفس الأرض وفى حصن ذات الوطن ؟ ما الذى حدث لآجياله الجديدة فاختفت فيه مشاعر الانتماء والولاء الى الدرجة التى نسمع فيها كل شهور قليلة عن شباب من ابناء هذا الوطن قدموا انفسهم الى المخابرات الاسرائيلية للعمل لديهم كجواسيس وعملاء ؟ كان المصرى منذ نصف قرن مضى لايتصور فى يوم من الايام ان يبتعد عن ارضه ؛ وكان الشعب المصرى أقل شعوب العالم طلبا للهجرة والترحال ؛ فما الذى حدث ليصبح أمل كل شاب اليوم أن يجد الوسيلة سواء بالقانون أو التحايل ليرحل عن أرض وطنه بل وهو على استعداد لاستئصال كل جذورله فيها ؟ ! وبعبارة واضحة لالبس فيها : من المسئول عن جريمة وأد مشاعر الانتماء لدى شباب هذا الوطن ؟ .
الأنتماء هو مجموعة من القيم وبذور الحب للارض والناس التى يغرسها المجتمع فى اعماق ابنائه ؛ ويتحمل مسؤوليتها الأسرة والمدرسة ونظام التعليم ووسائل الإعلام والثقافة وفوق كل ذلك وقبله وبعده النظام والمناخ العام !! الأنتماء الذى جعل جيلنا يقبل بنفس راضية لسنوات طويلة عقب النكسة أن يخرج من جامعاته الى خط القتال استعدادا ليوم يستعيد فيه كرامته وعزة وطنه .. وهو الذى جعله أيضا يقبل العمل ليل نهار فى أقسى الظروف ليبنى السد العالى فى عشرة اعوام فقط لاأكثر .. لقد غابت الثقافة المصرية الأصيلة بكل ملامحها ورموزها وفتحنا الطريق الممهد لكل من اهمل لغته وثقافته العربية واجاد غيرها .. وامتلات ساحة الوطن بالمدارس والجامعات التى تحمل ثقافات وسمات كل بقاع الارض .. فهناك الامريكية والبريطانية والفرنسية والكندية والروسية والالمانية .. وتسللت معها ثقافات غريبة عنا تحت دعاوى التطوير والتحديث .. ناخذ اسواء ما فيهم ونتخلى عن احسن ما فينا .. واصبحت سلطة المال ولغة المصالح والتقليد الاعمىلقيم غريبة علينا اتت من الغرب أو من بلاد قريبة ليست لها حضارة او ثقافة ولكنها اقتحمت حياتنا بنفوذ المال وتحالفة مع الفساد والفاسدين وبدعاوى دينية زائفة .
كل ذلك يجرى بمباركة نظام سياسى أهدر أساسيات بناء المجتمع السليم بتغييبه للعدالة واحترام القانون وتكافؤ الفرص ؛ وفرضت مجموعة معينة من الاشخاص نفسها على كل شيء فى هذا البلد .. لاتتغير ولاتتبدل .. ولم تترك لأجياله الشابة الفتية إلا أحلاما لايتحقق منها شيء .. وإحباطا لاينتهى ؛ ياسادة متى نواجه الحقائق .. فلكل من يسال : ماذا جرى للمصريين ؟ أو مالذى تغير فى مصر ؟ أقول انه شيء واضح ؛ انه غياب الانتماء .. خاصة بين الاجيال التى نشات وترعرعت خلال الثلاثين سنه الاخيرة ؛ يتحمل النظام السياسى القائم مسؤوليته بالدرجة الاولى ونجنى الان ثماره .. بدءا ممن يقدم نفسه لخدمة اعداء الوطن وانتهاء بهؤلاء الموظفين الشباب الذين لايفكرون غلا فى مصالحهم الخاصة الضيقة ويتعاملون مع ابناء وطنهم واماكن عملهم – كما الاحظ الآن – بدرجة عالية من الغلظة والتعالى وانعدام الحب والولاء .
من ياترى بقادر على أن يعيد لشباب هذا البلد مشاعر الانتماء ؟!!! .
أبجدية الياسمين

1. تعب الكلام من الكلام.. لم يبق عندى ماأقول.. لم يبق عندى ماأقول.. تعب الكلام من الكلام.. ومات فى أحداق أعيننا النخيل.. شفتاى من خشب.. ووجهك مرهق..والنهد ما عادت تدق له الطبول.
لم يبق عندى ماأقول.. الثلج يسقط فى حديقتنا .. ويسقط فى مشاعرنا.. ويسقط من اصابعنا.. ويسقط فى الكئوس.. وفى النبيذ.. وفى السرير.. فأين هو البديل ؟ . لم يبق عندى ماأقول.. تيبست شرايين القصيدة.. وانتهى عصر الربابة.. والصبابة.. وانتهى القمر الجميل , الشعر غادرنى.. فلا بحر بسيط.. أو خفيف.. أو طويل.. والحب غادرنى.. فلاقمر.. ولاوتر.. ولاظل ظليل , لم يبق عندى ماأقول لم يبق فى الميدان فرسان.. ولا بقيت خيول.. فالجنس صعب.. والوصول الى كنوزك مستحيل.. والنهد يقتلبى.. ويزعم انه الطرف القتيل.. والموج يرفعنى.. ويرمينى.. كثور هائج.. فلأى ناحية أميل ؟ .. ماذا سيبقى من حصان الحب.. لو مات الصهيل ؟ .
لم يبق شىء فى يدى.. هربت عصافير الطفولة من يدى.. هربت حبيباتى.. وذاكرتى.. وأقلامى.. وأوراقى.. وأقفرت الشواطىء والحقول . لم يبق عندى ماأقول.. طار الحمام من النوافذ هاربا.. والريش سافر.. والهديل.. ضاعت رسائلنا القديمة كلها.. وتناثرت أوراقها.. وتناثرت أشواقها.. وتناثرت كلماتها الخضراء فى كل الزوايا.. فبكى الغمام على رسائلنا.. كما بكت السنابل.. والجداول.. والسهول ,
عيناك تاريخان من كحل حجازى.. ومن حزن رمادى.. ومن قلق نسائى.. فكيف يكون سيدتى الرحيل.. أنى أفر الى أمامى دائما.. فهل ابتعادى عنك سيدتى وصول ؟ .. ماذا سأفعل كيف افك سلاسلى ؟.. لاالشعر يجدينى.. ولاتجدى الكحول , لم يبق شيء فى يدى.. كل البطولات انتهت.. والعنتريات انتهت.. ومعارك الاعراب.. والصرف.. انتهت.. لاياسمين الشام يعرفنى.. و لا الأنهار والصفصاف.. والأهداب.. والخد الأسيل.. وأنا أحدق فى الفراغ.. وفى يديك.. وفى أحاسيس.. فيغمرنى الذهول , أرجو السماح .. اذا جلست على الأريكة محبطا.. ومستتا.. مبعثرا.. أرجو سماحك.. ان نسيت بلاغتى..لم يبق من لغة الهوى الا قليلا ! .
2. طعنوا العروبة فى الظلام بخنجر فاذا همو بين اليهود يهود : لاتسالينى.. ياصديقة من انا ؟ ما عدت أعرف.. حين أكتب.. ماأريد.. رحلت عباءات غزلت خيوطها.. وتململت منى.. العيون السود.. لاالياسمين تجيئنى أخباره,, أما البريد.. فليس ثم بريد.. لم يبق فى نجد.. مكان للهوى...و فى الرصافة طائر غريد ,
العالم العربى.. ضيع شعره.. وشعوره.. والكاتب العربى بين حروفه مفقود , الشعر فى هذا الزمان.. فضيحة.. والحب فى هذا الزمان.. شهيد .
مازال للشعر القديم.. نضارة.. أما الجديد.. فما هناك جديد.. لغة.. بلا لغة.. وجوف ضفادع.. وزوابع ورقية.. ورعود.. هم يذبحون الشعر.. مثل دجاجة.. ويزورون.. وماهناك شهود ,
رحل المغنون الكبار.. بشعرنا.. نفى الفرزدق من عشيرته.. وفر لبيد , هل أصبح المنفى.. بديل بيوتنا.. وهل الحمام مع الرحيل سعيد ؟ . الشعر فى المنفى جميل.. تحرر.. والشعر فى الوطن الأصيل.ز قيود ,
لاتسألينى ياصديقتى اين تبتدى الدموع ؟ وأين يبتدى النشيد ؟ لاتسالينى عن مخازن أمتى.. ماعدت أعرف حين أغضب ماأريد.. واذا السيوف تكسرت انصالها فشجاعة الكلمات. ليس تفيد. لاتسألينى.. من هو المأمون.. والمنصور ؟ أو من كان مروان؟ .. ومن كان الرشيد ؟ .
أيام كان السيف مرفوعا.. وصوت الله مسموعا.. وكانت تملأ الدنيا الكتائب.. والبنود.. واليوم تخجل العروبة من عروبتنا.. وتخجل الرجولة من رجولتنا.. ويختلج التهافت من تهاتفنا.. ويعلننا هشام والوليد .
لاتسالينى.. مرة أخرى عن التاريخ.. فهوأشاعة عربية.. وقصاصة صحفية.ز ورواية عبثية .. لاتسألى .. أن السؤال مذلة.. وكذا الجواب مذلة.. نحن أنقرضنا.. مثل أسماك بلا رأس.. وماانقرض اليهود ,
أنا من بلاد كالطحين تناثرت.. مزقا.. فلا رب .. ولاتوحيد.. تغزو القبائل بعضها بشهية كبرى.. وتفترس الحدود.. حدود .
أنا من بلاد نكست راياتها.. فكتابها التوراة.. والتلمود , لاتسألينى من أنا ؟ .. أنا ذلك الهندى.. قد سرقوا مزارعه.. وقد سرقوا ثقافته.. وقد سرقوا حضارته.. فلا بقيت عظام منه.. أو بقيت جلود .
أنياب أمريكا.. تغوص بلحمنا.. والحس فى أعماقنا مفقود , نتقبل الفيتو.. ونلثم كفنها.. ومتى يثور على السياط عبيد ؟ !
والأن جاءوا من وراء البحر.. حتى يشربوا بترولنا.. ويبددوا أموالنا.. ويلوثوا أفكارنا.ز ويصدروا عهرا الى أولادنا.. وكأننا عرب هنود .
لاتسألينى فالسؤال أهانه.. نيران أسرائيل تحرق أهلنا.. وبلادنا.. تراثنا الباقى.. ونحن جليد ,
لاتسألينى ياصديقة ماأرى,, فالليل أعمى.. والصباح بعيد.. طعنوا العروبة بخنجر.. فاذا هم بين اليهود يهود .
وصفة الحاج محمد كينز
انها أفكار بسيطة يمكن استيعابها .. وتمنح الانسان فرصة اطول فى البقاء ,فى التاريخ الأقتصادى شخصية شهيرة أخرجت العالم الرأسمالى من أزمته السابقة فى بداية ثلاثينيات القرم الماضى , وعالجتها ببراعة وصلت الى حد الشفاء .. هو جون مينارد كينز .
كانت نظريته العلاجية بسيطة .. وسهلة.. أن تخرب الحكومة طريقا , ثم تعيد رصفه من جديد ,, فينفق عمال الهدم وعمال الرصف ما يتقاضونه من اجور فى شراء سلع تنشط الطلب على المصانع , فترفع انتاجها .. وتزيد من عدد عمالها .. وهم بدورهم ينفقون أجورهم فى طلب المزيد من السلع حتى تدور عجلة الانتاج المعطلة.. ويسترد السوق حيويته .. ويعود القتصاد القومى الى طبيعته , ويمكن فى هذه الحالة أن تمول الحكومة مشروعات البنية الأساسية بقليل من التضخم أو بكثير من الدين العام بشرط أن تكون قادرة فى النهاية على تحقيق معدلات طلب تحقق نسبة اكبر من النمو تستوعب اثار التضخم والا عانت من متاعب ارتفاع الأسعار دون أن تقضى على الكساد .. فتصبح المشكلة كارثة.. والكارثة مصيبة . وفى ظل عولمة السوق وحرية التجارة والحدود المفتوحة بلا قيود أضيف لنجاح " وصفة الحاج محمد كينز "- على حد تعبير الدكتور رفعت المحجوب لنا ونحن نجلس أمامه فى مقاعد الدرس بكلية الأقتصاد والعلوم السياسية – شرطا اخر أهم.. هو ضمان ان يزيد الأنفاق العام على مشروعات البنية الأساسية من الطلب على سلع محلية لامستوردة.ز والا عالجت الوصفة النيميا فى اقتصاد اخر بعيد .ز غير الأقتصاد الوطنى .
بمعنى أن ينشط انفاق الحكومة على شبكات الطرق والمياه والمجارى والتليفونات من انتاج المصانع المصرية .. لا انتاج المصانع الصينية .. والا كنا ننشط السوق هناك ونجهز عليه .. ننصب له فرحا فى بكين .. ونقيم مأتما فى القاهرة .
لقد ذكر وزير الأدارة المحلية عبد السلام المحجوب عندما كان فى مهمة فى جنيف واضطر لشراء ما يلزمه من ملابس.. ووجد أمامه قميصا بعشرة فرنكات , وأخر بخمسة وعشرين والفرق الوحيد بينهما.. أن القميص الأخير كان صناعة مصرية فلم يتردد فى شراء اثنين منه .. وفى اليابان خلال رحلة استغرقت شهرا هناك لم يفتنى ملاحظة أن الشعب هناك يتربى منذ طفولته على شراء منتجات بلده حتى لو كان سعرها أغلى من مثيلاتها المستوردة .. فالطلب عليها يزيد من طاقة المصانع.. وزيادة طاقة المصانع يزيد من الناتج القومى.. ويخفف المشاكل الأجتماعية المترتبة على الكساد , مثل الطلاق والقتل والتخريب والأنتحار والسطو المسلح وهى ظواهر أصبحت شائعة ومعتادة فى مصر.
عادل حموده
الجيش العربى فين ؟
.................................
واحد اثنين .. الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى فى مصر .. ساكن فى مدينة نصر
يصحى من نومه العصر .. وبيفطر شاى ومنيين !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى فى سوريا .. حالق على الموضة كابوريا
وعلى طريقة فيكتوريا خلى التروماى بدورين !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى الليبى .. زى الفن التكعيبى
كله بتنجان ياحبيبى.. والظاهر واخد عين !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى خليجى .. مافى حيل لايروح ولا ييجى
هذا صمت استراتيجى .. ايش فيك ياغراب البين !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى فى تونس .. أخضر مثل البقدونس
وعزيزة بتعشق يونس.. تبقى الحروبات بعدين !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى سودانى .. سامع خطوته فى ودانى
هو انا هاهجم فردانى .. يلا ارجع يابو حسين,
بلاش كلام فارغ ياشيخ !
واحد اثنين الجيش العربى فين ؟
الجيش العربى اتهان .. يوم ماانضربوا الافغان
وسكت فى البوسنه زمان.. وقبل ياكل بالدين
واحد اثنين !
فلتذكرونى

فلتذكرونى ..
عندما يفتى الجهول .. وحين يستخزى العليم .. وعندما يهن الحكيم ..
وحين يستعلى الذليل .. واذا تبقى فوق مائده أمرئ مالايزيد من الطعام ..
واذا اللسان اذاع مايأبى الضمير من الكلام ..
فلتذكرونى ..
أن رأيتم حاكميكم يكذبون .. ويغدرون ويفتكون ٍ.. والأقوياء ينافقون..
والقائمين على مصالحكم يهابون القوى ولايراعون الضعيف ..
والصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال .. واذا انحنى الرجل الأبى ..
واذا رأيتم فاضلا منكم يؤاخذ عند حاكميكم بقوله ..
واذا خشيتم أم يقول الحق منكم واحدا فى صحبه أو بين أهله ..
فلتذكرونى ..
حين يختلط المزيف بالشريف ..
فلتذكرونى ..
حين تشتبه الحقيقة بالخيال ..
واذا غدا البهتان والتزييفٍ والكذب المجلجل هن أيات النجاح ..
فلتذكرونى ..
حين يستقوى الوضيع ..
فلتذكرونى ..
عندما تجد الفضائل نفسها أضحت غريبة ..
واذا الرذائل أصبحت هى وحدها الفضلى الحبيبة .
أذكرونى

الهروب العربى الكبير
بعد ست سنوات على إطلاقها تحولت مبادرة السلام العربية الى ذريعة للالتفاف على التطبيع مع اسرائيل .· الانطباع الرائج فى أوساط النخبة العربية يتلخص فى انك اذا اردت ان تستميل الادارة الامريكية وتكسب الاعلام هناك فما عليك الا ان تطرق باب اسرائيل اولا ! .· لم تعد فلسطين قضية العرب المركزية ورفع بدلا منها فى أغلب العواصم شعار " نحن أولا وليذهب العرب الى الجحيم ! "· اعلان المبادرة نشر فى الصحف العربية لمخاطبة القراء الذين يعرفونها جيدا كما نشر بالعبرية فى الصحف الاسرائيلية لمخاطبة اناس يرفضونها !· المبادرة بدأت محاولة للخروج من مأزق واجهته المملكة العربية السعودية وأصبحت فى النهاية محاولة للخروج من مأزق يواجه النظام العربى .· آفى دختر " وزير الأمن الداخلى الاسرائيلى أعاد التاكيد فى سبتمبر الماضى على أن مصر خرجت من الصراع العربى ولن تعود الى المواجهة مع اسرائيل ! .بعد ست سنوات على إطلاقها تحولت مبادرة السلام العربية الى ورقة توت تخفى عورة العجز العربى والافلاس العربيين ؛ وذريعة للالتفاف على التطبيع مع اسرائيل ." 1 "كمن العرب طويلا وسكتوا ؛ ثم أطلقوا قبل أسبوعين غارة إعلانية احتلت مساحات كبيرة فى العديد من الصحف العربية " جريدة الخليج العربى الإماراتية رفضت نشرها " ؛ كما استهدفت ثلاثة من أهم الصحف العبرية " يديعوت احرنوت ومعاريف وهأرتس " وكان الهدف الاساسى لتلك الغارة هو الترويج للمبادرة السعودية ؛ التى تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002 ؛ وأثار الانتباه فى هذه الغارة المحيرة ؛أولا : انها مارست لأول مرة نوعا من التطبيع الاعلانى مع العدو الصهيونى ؛ ثانيا : أن الاعلان تضمن شعارى جامعة الدول العربية ؛ ومنظمة المؤتمر الاسلامى ؛ثالثا : انه نشر فى الصحف العربية لمخاطبة القراء الذين يعرفونها جيدا ؛ كما نشر بالعبرية فى الصحف الاسرائيلية لمخاطبة أناس يرفضونها ؛ وقد حرصت الجهة التى نظمت العملية على أحاطة الإعلان المنشور بأعلام 57 دولة عربية واسلامية فى إشارة موحية لاتخفى دلالتها !أغلب الظن أن الجامعة العربية هى التى تبنت هذه العملية مع السلطة الفلسطينية ؛ الامر الذى يثير السؤال : لماذا الان ؟ - فى الرد تلوح فى الافق اربعة احتمالات ؛ أحدها ان يكون الهدف هو تغطية الفشل الذى منيت به مفاوضات السلطة الفلسطينية مع الاسرائيلين ؛ كما قد يكون الهدف امتصاص اصداء مؤتمر الاديان الذى عقد فى نيويورك مؤخرا ؛ وشهد لأول مرة جلوس العاهل السعودى الملك عبدالله – الذى اطلق المبادرة حيث كان وليا للعهد – مع الرئيس الاسرائيلى " شمعمون بيريز " على مائدة واحدة ! وربما كان الهدف هو محاولة التاثير على الناخب الاسرائيلى ؛ لكى يصوت للحزب المؤيد للمبادرة فى الانتخابات المقرر إجراؤها هناك فى فبراير القادم . ربما ايضا كان الهدف هو تقديم اوراق اعتماد العالم العربى الى الادارة الامريكية الجديدة قبل استلامها السلطة فى اوخر يناير القادم !سواء كان بعض هذه الاسباب أو كلها وراء شن الغارة الاعلانية ؛ فالشاهد ان المبادرة استدعيت من مكمنها ووضعت على الطاولة امام الجميع معلنة على الملأ ان العرب سجلوا فيها عرضا لحل الصراع الممتد مع اسرئيل ." 2 "لم تات المبادرة من فراغ ولكنها حين اطلقت من قبل ولى العهد السعودى ؛ " الامير عبدالله بن عبد العزيز "كان لها الهدف وسياق . وحين تبناها مؤتمر القمة العربية فى عام 2002 اصبح لها سياق اخر وهدف اخر – إنضاف الى الاول – واذا أردنا أن نكون أكثر وضوحا فربما جاز لنا أن نقول إن المبادرة بدأت محاولة للخروج من مازق واجهته المملكة العربية السعودية ؛ واصبحت فى النهاية محاولة للخروج من مازق يواجه النظام العربى ؛ وهذا منطوق يحتاج الى بعض الشرح .إذ ليس خافيا على احد ان المملكة العربية السعودية واجهت حرجا بالغ الشدة ؛ بسبب أحداث سبتمبر 2001 ؛ الذى تحدثت الانباء فى ضلوع 19 من 21 من الشباب السعوديين فى إرتكاب الجريمة التى استهدفت برجى التجارة العالمى فى نيويورك . ولآن وقع الصدمة كان صاعقا فى الولايات المتحدة كما هو معلوم ؛ فإنها أدت الى تدهور سمعة المملكة بشكل فادح هناك . كما انها كانت سببا فى توجية هجمة اعلامية شرسة ضدها فى الاعلام الامريكى بشكل خاص والاعلام الغربى بوجه عام ؛ وكانت الموجه العدائية أعلى بكثير من ان تستوعب بواسطة شركات العلاقات العامة المتخصصة التى يستعان بها فى مثل هذه الحالات .ثمة كلام كثير عن الاتصالات التى أجرتها المملكة لتجاوز هذه الازمة وإعادة ترميم صورتها التى شُوهت بالكامل ؛ لكن الشق الذى يعنينا فى هذه الاتصالات هو ما يتعلق بالدور الذى لعبه الصحفى الامريكى البارز " توماس فريدمان " فى استدعاء فكرة المبادرة ؛ التى انطلقت من الانطباع الرائج فى اوساط النخبة العربية ؛ ويتلخص فى انك اذا اردت ان تستميل الادارة الامريكية وتكسب الاعلام هناك ؛ فما عليك الا ان تطرق باب اسرائيل اولا التى تملك وسائل ترقيق قلوب السياسين الامريكين ؛ وضبط إيقاع الخطاب الاعلامى فى واشنطن .لانستطيع ان نحدد بالضبط حجم الدور الذى لعبه " فريدمان – محرر صحيفة نيويورك تايمز – لكن القدر الثابت ان الرجل الذى يرتبط بصلة وثيقة مع اسرائيل بحكم يهوديته ؛ كان موجودا فى قلب المبادرة التى أريد بها تحسين صورة المملكة بما يقدمها على انها داعية سلام من خلال تبنيها اطروحة لحل معضلة الصراع العربى الاسرائيلى ط لاحظ ان مؤتمر حوار الاديان الاخير الذى عقد فى نيويورك بحضور الملك عبد الله وشيمون بيريز يمثل خطوة أخرى على ذات الطريق .المناخ العربى كان مهيا لاستقبال المبادرة والاحتفاء بها ؛ لسبب جوهرى هو ان النظام العربى كان حينذاك قد دخل مرحلة " التهافت على السلام " . اذا استخدمنا التعبير الذى اطلقه الاستاذ هيكل فى وصفها. كانت اتفاقيات كامب دافيد التى وقعها الرئيس السادات مع مناحم بيجين فى عام 1979 هى الحلقة الابرز فى بدايات تلك المرحلة ؛ ذلك لانها اخرجت مصر من دائرة الصراع العربى الاسرائيلى ؛ مقابل انسحاب قوات الاحتلال من سبه جزيرة سيناء ؛ مع تجريدها من السلاح وحظر دخول القوات المسلحة المصرية اليها ؛ وحين اعلن الرئيس السادات ان حرب أكتوبر لعام 1973 هى " أخر الحروب "
حزب العدالة والحرية
.العدالة والعدل.. القانون ..الثواب والعقاب .
الحرية : فى الحياة .. فى الاحلام .. فى العمل , فى القول والفعل " متى استعبدتم الناس وقد خلقهم الله وولدتهم امهاتهم احرارا " الحرية فى العقيدة .. فى العيش فى الوطن أحرارا .. فى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر .فليكن حزبا للاحرار .. رجال ونساء لايهابون الظالم , ويرفعون رايات الحرية ,, مستعدون لدفع أرواحهم ضريبة فى سبيل أعلاء رايات النصر ترفرف على صوارى السفن والاحلام .
شجرة الحرية تروى بدماء الاحرار
أهداف الحزب
1. محاربة الفساد والفقر والجوع
2. تبنى التغيير للواقع الاجتماعى والسياسى القائم .. وهو مايوصف بانه اقل مما يستحقه الشعب المصرى العظيم بتاريخة الطويل المجيد حضاريا وثقافيا .
3 . محاكمة كل من يثبت تورطة فى مأل اليه حال الوطن من تردى وضياع أجيال بأكملها نبتت وترعرعت وهى تتنفس الفساد والانحراف والجريمة فلم تعد ترى أو تعرف معنى للقيم ولا لتعاليم الاديان المقدسة
4. نحن لسنا اسلاميين ولا علمانيين ولامسيحيين .. نحن فقط مصريون , نحن فقط أبناء هذا الوطن . رؤية الحزب فى الاصلاح
1. ألغاء قانون الطوارىء .. وما يتبعه من أحكام أستثنائية . والافراج عن جميع المعتقلين السياسين .
2. تعديل الدستور .. بما يتوافق مع متطلبات العصر . مع التشديد على تحديد مدة حكم الرئيس لفترتين فقط لمدة أربع سنوات اذا أعيد أنتخابه مرة أخرى . مع التشديد على الفصل التام بين السلطات , والا يشغل رئيس الجمهورية أى منصب أخرسوى منصبه الرئاسى فقط .
3. أن تنص المادة الاولى فى الدستور أن مواد القانون مستمدة من الشريعة الاسلامية , وأن قانون البلاد قانون مدنى يطبق على ابناء الوطن بلا تفرقة . وأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات أمام القانون .
4. لاسلطة ولاسلطان فوق القانون , والقضاء هو السيد فى هذا البلد .
5. التشديد على محاسبة جميع من يتجاوز صلاحيات منصبة من المسئولين بدءا من رئيس الجمهورية الى كل من يتولى منصبا عاما , مع العمل على مراجعة قانون العقوبات المصرى وتفعيله وتنقيحه بما يحتاج اليه من مواد , تشديد العقوبة على جرائم المال العام .. واستغلال النفوذ , حتى تعود للمجتمع قيمه التى تم اهدارها بل نسفها نسفا .
6 . تقديم جميع من تولوا المسئولية اثناء الفترة السابقة الى القضاء لمحاسبة المتورطين فى نهب وبيع الوطن , مع العمل على استرداد جميع الاموال التى تم نهبها واستغلال النفوذ لجمعها دون وجه حق .
7 . أعادة النظر فى كافة الاتفاقات الدولية التى تم توقيعها أثناء أحتلال الرئيس السابق للوطن .. مع التمسك بكل ماهو فى صالح الوطن .. وتعديل أو رفض تلك التى لاتكون فى صالحنا .
8 . ألغاء بند المعونات والمنح التى كان يتلقاها النظام السابق باسم الوطن , مع الاهتمام والتركيز على بناء الوطن بالجهود الذاتية بالاستفادة بخبرة علمائنا المصريين فى داخل الوطن أو المغتربين فى الخارج .
9 . دراسة منع الاستيراد من الخارج والاستفادة بالجهود الذاتية لسواعد ابناءه فى أعاده بناء الوطن حتى يستشعر الجميع انهم ازاء بناء وطن جديد بعد استعادته من الغاصبين .. فلا نجاح ولاتقدم الا بعرق وجهد الشعب , علنا نستعيد أجواء بناء السد العالى والتفاف جميع طوائف الشعب حول زعيم الامة ورمز شموخها .. حينها سيشعر الجميع أنهم يشاركون فى بناءوطنهم وليسوا مجرد ساكنين أرضه فقط .
10 . حل مجلسى الشعب والشورى وتقديم جميع من اشتركوا وشاركوا فى فساد وأفساد المجتمع واثروا من جراء استغلال النفوذ ومصادرة جميع اموال من يثبت تورطة فى فساد
11. حل جميع الوزارات والهيئات الاعلامية والرياضية ومحاسبة مسئوليها على ما اقترفوه فى حق الوطن ومن استغلال نفوذ ومن نهب اموال الشعب .
12. عمل حصر شامل لممتلكات الدولة من اراضى وشركات ومصانع ممن تم بيعها أومازال مملوكا للدولة مع أسترداد كل ماتم التصرف فيه من املاك الدولة بالتضليل والخداع والفساد ومحاسبة المتورطين فى البيع لانهم كانوا يعلمون انهم يخالفون القانون وان المشترين أيضا كانوا يعلمون انهم يتقدمون لشراء ممتلكات ممن لايملكها ,,
13. أطلاق حرية تكوين الاحزاب والنقابات بمجرد اخطار لجنة تكوين الاحزاب , ماعدا الاحزاب الدينية , أو التى تدعو الى الطائفية , مع ضرورة وضع قانون صارم يطبق على كل من يدعو الى طائفية أو تسميم الاجواء بين عنصرى الامة وأن يوضع تشريع مناسب لعلاج المشاكل المزمنة بين المسلمين والمسيحين مثل بناء وترميم الكنائس وتقنين بناء دور العبادة للحد من تلك الظاهرة الخطيرة .. كذلك أحتكار الوظائف العليا وحجبها عن المسيحين .. مع العمل الجاد على أستئصال روح التعصب الشريرة القائمة بين عنصرى الامة , كذلك أطلاق حرية تنظيم المظاهرات والاعتصامات , بعد أخذ تصريح فورى من وزارة الداخلية موضحا فيه أسماء المسئولين عن تنظيم المظاهرة وموعد القيام بها وطريق سير المظاهرة لتأمينها والعمل على عدم عرقلة حركة المرور وتعطيل مصالح الجماهير .. على أن يتحمل منظموا المظاهرة المسئولية التامة فى حالة انفلات الامور .
14 . أعادة النظر فى فلسفة التعليم فى مصر مع دراسة نظم التعليم الحديثة فى العالم من مواد دراسية ومعامل وابنية تعليمية , واعاده تأهيل المدرسين وتحسين أحوالهم المادية حتى تعود الى المدارس هيبة المعلم ووقاره مع الاخذ فى الاعتبار التخلص من جميع العناصر الفاسدة او التى لاتصلح لاداء دور المعلم .. على ان يعود شعار وزارة التعليم ( التعليم كالماء والهواء ) .
15. أعادة تنظيم القوات المسلحة وبنائها وتسليحها , والاستفادة من امكانياتها وخبراتها فى تجنيد وتأهيل شباب العاطلين للاستفادة من أمكانياتها مع أعطائها الاولوية فى اقامة المشروعات .
16 . حل قوات الامن المركزى وأعادة تأهيل افرادها والاستعانه بهم فى زراعة واستصلاح اراضى توشكى بعد أستردادها ممن نهبوها , وأثروا من خلالها ثراء فاحشا لتكون عونا للوطن فى توفير طعامه بكده وبسواعد ابنائه , مع العمل على بناء مجتمع كامل ومدينه عصرية
حزبنا يتبنى كلمه ( لا )
للفساد ، للمحسوبية، لنهب ثروات الوطن ، وبيعه للصهاينه وعملائهم الذين يطلقون على انفسهم رجال الاعمال ، لخيانه الوطن والاستسلام للعدو وتمكينه من العوده لاستعمار الوطن مجانا ودون مقابل .لقد كفلت الاديان السماوية للافراد الحرية الشخصية وجعلها أمنة من الاعتداء عليها فى نفسها ومالها وعرضها ومسكنها , او أى من حقوقها ، بشرط ألا يكون فى تصرفها عدوان على غيرها
أعلان هام

· يتم نشر هذا الاعلان للتحذير من التعامل فى البيع والشراء على اى ممتلكات تخص الدولة من اراضى ومصانع وشركات ومؤسسات , حيث ان هذه الممتلكات وهذا الوطن باكمله ملك للشعب وليست ملكا لال مبارك ولاللجنه السياسات ولالشلة اللصوص ومنتهكى اعراض الوطن بقيادة مبارك وعائلته وان الشعب لم يفوض اى شخص للتعامل فى هذه الممتلكات .. وبناءا على ذلك فأن كل شبر من ارض الدولة , او مصنع أو شركة تم أو سيتم بيعها من ممتلكات هذا الشعب لن يتم الاعتراف بهذا البيع , حيث أن البيع سيكون بين طرفين غير شرعيين , فالذين يبيعون لصوص يبيعون ما يسرقون الى لصوص أخرين يشترون أصول وممتلكات هم اول من يعرفون انها مسروقة , وعليه يكون هذا البيع باطلا لانه بنى على باطل .. وعليه سيكون على الشعب ان يسترد ممتلكاته يوما ما طال الوقت ام قصر فلن يفرط هذا الشعب فى حقه , فى مايملك ولن يفرط فى القصاص من الذين انتهكوا عرضه واضاعوا مستقبله ومستقبل ابنائه . لذلك سيكون عليه ان ..
1. سيتم استرداد كل ماسبق وتصرف فيه اللصوص بالبيع أو التنازل او الاهداء والمجاملة .. بعد مراجعة جميع اصول وممتلكات الدولة , ماذا بقى منها وماذا بيع او ضاع , كما ستتم مصادرة جميع أموال وممتلكات كل من تجرأ وسطا ونهب وسرق اموال هذا الشعب .
2. سيتم محاسبة كل قيادة او ادارة فسدت وافسدت ونهبت وسهلت نهب المال العام .. سيكون الجزاء رادعا بقوة القانون , وسيتم مصادرة جميع الثروات المشبوهه بعد عمل التحريات اللازمة بمعرفة النيابة العامة .
3. علينا ان ننهض من كبوتنا , ونفيق من غفوتنا , وأن نقاتل فى سبيل استرداد حريتنا وأستعادة قوتنا وثروتنا الضائعة .
4 . علينا الا نخاف من التدليس والنفاق من ان ذلك سوف يؤدى الى طرد الاستثمار الذى لم نرى ظله ابدا طيلة حكم الطغاة الا اذا كان بيع الوطن استثمار !
5 . علينا أن نغلق الابواب قليلا , وان ننظف بيتنا من الداخل قبل ان نفتح النوافذ على العالم حتى تنمحى الصورة القديمة ويرانا العالم ونراه بعيون جديدة .
6. علينا مراجعة جميع الاتفاقيات .. التى تم توقيعها من قبل .. وأيقاف التسول والحصول على المعونات , علينا رفض أى معونات أو منح أو قروض , علينا ان نعتمد على انفسنا .. ان ناكل من نبت ارضنا الطيبة .. فلا كرامة لمتسول يمد يده للناس اعطوه او منعوه . 7. علينا الا تاخذنا الشفقة فى محاكمة الطغاة وكل من تورط فى أن يلقى بالوطن بأكملة لقمة سائغة للكلاب تنهش فى عرضه وتأكل لحمة مجانا . مع تشديد العقوبة طبقا للقانون .
8 . ان الثورة ستكون فى خطر بالغ اذا تم التفريط فى هيبة القانون خوفا من بطش اللصوص أو تخريبهم أو قلقلة الامن العام .. ان اليد الطولى يجب ان تكون للقانون فقط ,
الله .. الوطن .. الشعب .
حزب العدالة والحرية
ممدوح عثمان


10 مفاتيح للنجاح
عشرة مفاتيح للنجاح هو عنوان أشهر كتب المحاضر العالمى الدكتور إبراهيم الفقى.. والذى كان عنوان العديد من الندوات التى أقامها مؤخرا بعدد من الجامعات المصرية . بدأ الدكتور الفقى حديثه حول النجاح بجذور النجاح مؤكدا أن التوكل على الله والتمثل باخلاق انبيائه والصحابة يمثلان 93% من جذور النجاح والباقى مهارات مهنية وحياتية يمكن اكتسابها وتنميتها أما الانتماء فجاء فى المرتبة الثانية بعد الايمان والتوكل ؛ مشيرا إلى أن الانتماء للدين ؛ للوطن ؛ للغة للاسرة ... من اهم جذور النجاح إذ أن الانسان الذى يتخلى عن انتمائه لهذه الاشياء يتخلى عن جزء اساسى ومؤثر فى تكوين شخصيته . ثم أكد على أهمية التنفس الصحيح مؤكدا أن أغلب الناس لايتنفسون بشكل صحي مما يؤثر على درجة كفاءة المخ الذى يعتمد على 33% من الهواء الداخل للرئة . كما نصح الطلاب ( لاتستثمر امكانياتك ضدك ) ولكن ( كلم نفسك صح ) إذ يؤكد أن المخ يتصرف طبقا لما يقوله له الانسان فإذا خاطبت نفسك (أنا فاشل ) سيتصرف المخ من هذا المنطلق فتصبح فاشلا فعلا ؛ بذلك أرسى الفقى قاعدة مهمة ( أنا + صفةسلبية = اعتقادا= سلوكا سلبيا (ولكن أنا = أفضل مخلوق عند الله = ثقة بالنفس = نجاحا ) . مشيرا إلى أهمية دعم هذه التحفيزات بتعبيرات الوجه وحركة الجسم التى تضفى على المخ جانبا من الاقناع فمثلا لا تقل ( أنا ناجح ) وانت منكس الرأس مرتخى الكتفيه على وجهك كل علامات الوجوم والحزن فحتما لايصل للمخ اى اشاره مما تقول بل بالعكس سيتحول سلوكا سلبيا .. اما مفاتيح النجاح العشره فكانت
أولا : ( الدوافع )
هناك نوعين من الدوافع ( داخلية وخارجية ) ولكنه اعطى الاهمية الاكبر للدوافع الداخلية مؤكدا ان ثقة الانسان فى نفسه لابد ان تأتى من داخله دون الاعتماد على أى قوه خارجيه ومن اهم الدوافع الداخليه ( الدوافع للبقاء ) وهو تلك القوه الرهيبه التى تأتى للانسان عندما يشعر بالخطر على حياته ’هذا الدافع القوى يجعله يهتم بنفسه اكثر من اى شخص آخر يهتم به وهذا حقه ( مين بيحب نفسى ويخاف عليها اكثر منى ؟ )
ثانيا : الطاقه :
سواء كانت هذه الطاقه روحيه ومصدرها هو الله والايمان به وطاعه اوامره ؛ اذ يقول ان مثول الانسان للصلاه فى الفجر يعطى للانسان طاقه كبيره جدا منبعها الاساسى الطاقه الروحيه ؛ اوطاقه جسمانيه اذ اشاره الفقى الى مجموعه من السلوكيات الخاطئه التى تؤثر على هذه الطاقه ولاسيما مثلا تجاهل وجبه الافطاار والاكثار منها ففى كلتا الحالتين النتيجه سلبيه وكذلك التنفس الخاطىء بالاضافه الى تناول اطعمه غير متوازنه من حيث القيمه الغذائيه اما الطاقه الذهنيه فقد اكد انها تحتاج الى مايسمى بالمهاره وهو المفتاح الثالث للنجاح .
ثالثا : المهاره :
كل انسان يستطيع ان يكتسب مهارات جديده وينميها ويصل الى حد التميز بها وذلك من خلال القراءه والبحث والاستماع الى اللقاءات العلميه المفيده ومشاهده مواد اعلاميه تعمل على تنميه العقل واعماله بالاضافه الى تنميه القدره الذاتيه على الفهم والاستيعاب والتحلي.
رابعا : الفعل :
بعد تنشيط الدوافع الايجابيه والحصول على اكبر قدر من الطاقه والاعداد المنظم لاكتساب المهارات تأتى اهميه ان نضع كل ذلك فى الفعل ؛ فلابد للانسان ان يحدد هدفه بشكل دقيق ويبدأ فى اتخاذ خطوات فعليه نحو تنفيذه .
خامسا : التوقع :
( تفاءلوا بالخير تجدوه ) فالانسان الذى حدد هدفه وقام بواجبه على اكمل وجه من حقه ان يتوقع لنفسه النجاح ؛ ولاسيما ان الله وعده انه لا يضبع اجر من احسن عملا وعلى ذلك فلا مجال للتشاؤم أو التوقع السليى الذى يسلب الانسان جزءا كبيرا من طاقته .

سادسا : الالتزام :
الاصرار- الاستمرارية : هؤلاء الاخوة الثلاثه لاتنازل عن واحدة منهم لتحقيق النجاح فالالتزام بالهدف المحدد يخلق داخل الفرد إصرار على تنفيذه ويستمر فى محاولته دون ان يعبا بكلام الناس أو محاولاتهم لتعطيل مسيرته( رأيك فيا مايدلش عليا ولن يدل عليا وهذه هى القاعدة الثانيه الذى أرساها سائلا الطلاب ألا يكترثوا بكلام الناس ولاسيما ان الكلام عن الناس ضعف فى التعبير الذاتى ) ومن ثم فذلك الانسان الذى يحاول إحباطك عجز عن النجاح وتحقيق ذاته ويتمنى ان تلحق به
سابعا : المرونه :
ويقصد بها سرعة إدراك التغيرات وتحويل المسار طبقا لها . بمعنى ان الذبابة قد تموت وهى تحاول الخروج من زجاج النافذة المغلق بينما الباب مفتوح ولكنها لاتمتلك من المرونه ما يجعلها تعدل فى مسارها وتخرج من الباب بدلا من النافذة . وقد اشار الى ان اشهر علامات المرونه الابتسامة والتى تعد اقصر مسافة بين اى شخصين ؛ مؤكدا ان الانسان حينما يضحك تزيد قدرته على الاستيعاب 14 مرة.
ثامنا : الصبر :
( وهو مفتاح الفرج ) فالانسان الناجح لايعبا بعدد مرات الفشل والسقوط وانما يتعامل معها على اعتبارها خطوات للنجاح ؛ ففى كل تجربة لاتنجح فيها انت لم تفشل وانما اكتشفت طريقة لاتقود للنجاح .


تاسعا : التخيل الابتكارى :
التخيل أقوى من المعرفة ؛ وذلك لان المعرفة تستمد قوامها من الماضى أما التخيل فيجمع بين المعرفة المتراكمة فى الماضى والطموح الذ ى يجتاز الحدود الزمنية الى المستقبل ؛ فبذلك تصبح فدرة الانسان على التخيل شكل النجاح دافعا قويا لادراك هذا النجاح .
عاشرا : الاستمرارية :
وهو العنصر الذ ى يكمل منظومة النجاح ؛ إذ لافائدة من كل خطوات سابقة إذ لم تحظ بالاستمرارية والبقاء ؛ فكثيرون يجيدون البداية وقليلون من يصلون للنهاية ؛ تسقط اسقط على ظهرك كى ترى الكون من حولك ؛ والسماء مفتوحة امامك ولاتسقط على وجهك لانك وقتها لن تبصر الا التراب .( عش كل لحظة فى حياتك وكانها اخر لحظة ؛ لانها قد تكون فعلا اخر لحظات حياتك )

الفصل الثانى
الأخلاق الأسلامية تمثل روح الاسلام
" ان هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " .
وصية لقمان عليه السلام لابنه فى الأخلاق :
قال تعالى : " يبنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ماأصابك ان ذلك من عزم الامور . ولاتصعر خدك للناس ولاتمش فى الارض مرحا ان الله لايحب كل مختال فخور . وأقصد فى مشيك وأغضض من صوتك ان أنكر الاصوات لصوت الحمير"· " يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن أثم . "فالله تبارك وتعالى قد نهى عن كثيرا من سوء الظن بأحد الناس , وهو التهمه المجردة التى لادليل عليها , لآن بعض الظن اثم محض ." ولا تجسسوا " لاتبحثوا عن عورات الناس وعيوبهم , فأن فى ذلك فضيحة لهم وتعرضا لما لا يفيد ." ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ؟ " أى لايذكر أحد أخاه بما يكره فى غيبته ,· من خطبة للرسول فى حسن الآخلاق :" طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس , طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية , وجالس أهل الفقه والحكمة , وخالط أهل الذل والمسكنة , طوبى لمن زكت وحسنت خليقته , وطابت سريرته , وعزل عن الناس شره . طوبى لمن أنفق الفضل من ماله , وأمسك الفضل من قوله , ووسعته السنة , ولم تستهوه البدعة " .· قال النبى صلى الله عليه وسلم : " ان خياركم أحسنكم أخلاقا " .· قال صلى الله عليه وسلم : " ان من أحبكم الى , وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا . " .وكان يقول " انما بعثت لآتمم مكارم الاخلاق " .· وكان يقول " أكثر مايدخل الناس الجنة تقوى الله , وحسن الخلق " .· وقد سئل " ما خير ما أعطى الأنسان ؟ فقال : " خلق حسن " .· وقال صلى الله عليه وسلم " أثقل ما يوضع فى الميزان خلق حسن " .· وقال " ما حسن الله خلق امرئ وخلقه فيطعمه النار " .· وقال صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة, عليك بحسن الخلق . قال أبا هريرة : وما حسن الخلق يارسول الله ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم " تصل من قطعك , وتعفو عمن ظلمك , وتعطى من حرمك " .· قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله , هل بقى على من بر أبوى شيء أبرهما به بعد وفاتهما ؟· فقال صلى الله عليه وسلم : " نعم , الصلاة عليهما , والاستغفارلهما , وانفاذ عهدهما , واكرام صديقهما, وصلة الرحم التى لاتوصل الا بهما . · وقال صلى الله عليه وسلم " رضا الرب فى رضا الوالدين , وسخطه فى سخطهما " .· وقال : ان من اكبر الكبائر أنيلعن الرجل والديه , قيل : يارسول الله , وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : " يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه " .· قال صلى الله عليه وسلم : " ألا انبئكم بأكبر الكبائر ؟ ألا انبئكم بأكبر الكبائر ؟ وكررها ثلاثاقالوا : بلى يارسول الله . فقال : الأشراك بالله , وعقوق الوالدين , وكان متكئا فقال : ألا وقول الزور , فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت .· عن ابن مسعود قال : سألت النبى صلى الله عليه وسلم : أى الاعمال أحب الى الله ؟قال : " الصلاة لوقتها , قلت : ثم اى ؟ قال : بر الوالدين , قلت : ثم أى ؟ قال : الجهاد فى سبيل الله


من الأخــــلاق الاســـــــلامية

صلة الرحم
· قال تعالى : " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله . "· وقال : يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة , وخلق منها زوجها , وبث منهما رجالا كثيرا ونسآء , واتقوا الله الذى تسآلون به والأرحام , ان الله كان عليكم رقيبا "· قال النبى صلى الله عليه وسلم : " ان أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم , حتى ان أهل البيت ليكونون تجارا فتنموا أموالهم , ويكثر عددهم اذا وصلوا أرحامهم " .. وقد جعل النبى صلة الرحم سببا فى سعة الرزق , وزيادة الخير .· وقال صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يمد له فى عمره , ويوسع له فى رزقه , فليتق الله , وليصل رحمه . "· وقال : الصدقة على المسكين صدقة , وعلى ذى الرحم اثنتان , صدقة وصلة , " فصلة الرحم تطيا العمر , وتوسع الرزق .· وقال صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا الرحمن , وهذه الرحم شققت لها من أسمى , فمن وصلها وصلته , ومن قطعها بتته . "· وقال صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينسأ له فى اثره , ويوسع له فى رزقه , فليصل رحمه , وفى روايه أخرى : من سره ان يمد له فى عمره , ويوسع له فى رزقه , بليتق الله , وليصل رحمه . "· قيل لرسول الله : أى الناس افضل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أتقاهم لله , واوصلهم لرحمه , وآمرهم بالمعروف , وأنهاهم عن المنكر . "· وقال ابا ذر : أوصانى خليلى عليه السلام بصلة الرحم وان أدبرت , وامرنى أن اقول الحق , وان كان مرا .· وقال صلى الله عليه وسلم : " ان الرحم معلقة بالعرش , وليس الواصل المكافئ , ولكن الواصل الذى اذا انقطعت رحمه وصلها . "· قالت اسماء بنت ابى بكر رضى الله عنها : قدمت على امى فقلت يارسول الله ان امى قدمت على وهى مشركة , أفأصلها ؟ قال : نعم صليها .· ولما اراد أبو طلحة أن يتصدق بحائط كان له يعجبه , عملا بقوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . " قال : يارسول , هو فى سبيل الله , وللفقراء والمساكين . فقال صلى الله عليه وسلم : " وجب أجرك على الله , فاقسمه فى اقاربك , لآن القربين اولى بالمعروف .· وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصدقة على ذى الرحم الكاشح " , الذى يضمر لك العداوة , . · وروى أن عمر كتب الى عماله : مروا القارب ان يتزاوروا ولايتجاوروا .· روى ابن عمر رضى الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته , الأمام راع ومسئول عن رعيته , والرجل راع فى اهله وهو مسئول عن رعيته , والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها , والخادم راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته ," .
الأسلام وحقوق الجار.......................ليس حق الجار كف الأى عن الجار فحسب , بل حتى احتمال اذاه ,· يقال أن الجار الفقير يتعلق بجاره الغنى يوم القيامه , فيقول : يارب , سل هذا لم منعنى معروفه , وسد بابه فى وجهى .· وقال النبى صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما حق الجار ؟ ان استعان بك اعنته , وان استنصرك نصرته , وان استقرضك أقرضته , وان افتقر عدت عليه , وان مرض عدته , وان مات تبعت جنازته , وان أصابه خير هنأته , وان اصابته مصيبة عزيته , ولاتستعل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح الا باذنه , ولاتؤذه , واذا اشتريت فاكهة فأهد له منها , فان لم تفعل فأدخلها سرا و ولايخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده , ولاتؤذه بقتار " رائحة الطعام " قدرك الا أن تغرف له منها , ثم قال : اتدرون ماحق الجار ؟ والذى نفسى بيده لايبلغ حق الجار الا من رحم ربى .· الجيران ثلاثة : جار له حق واحد , وجار له حقان , وجار له ثلاثة حقوق , فالجار الذى له ثلاثة حقوق ( هو ) الجار المسلم ذو الرحم , فله حق الجوار , وحق الاسلام , وحق الرحم , وأما الذى له حقان فالجار المسلم , له حق الجوار , وحق الاسلام , واما الذى له حق واحد فالجار المشرك· قال المصطفى صلى اللله عليه وسلم : أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما . وقال : مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه .· وقال صلى اللله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره .· وقال صلى اللله عليه وسلم : لايؤمن عبد حتى يامن حاره بوائقه . ( ظلمه وغشه ) .· وقال : لايدخل الجنه من لايأمن جاره بوائقه .· جاء رجل الى ابن مسعود فقال له : ان لى جارا يؤذينى ويشتمنى , ويضيق على . فقال : اذهب , فأن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه .· وقيل لرسول الله صلى اللله عليه وسلم : ان فلانه تصوم النهار , وتقوم الليل وتؤذى جيرانها , فقال : هى فى النار .· وجاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم يشكو جاره , فقال له النبى : اصبر , ثم قال له فى الثانية والثالثة أو الرابعة : أطرح متاعك فى الطريق , فجعل الناس يمرون به , ويقولون ( له ) مالك ؟ , فيقال : آذاه جاره , فجعلوا يقولون : لعنه الله . فجاءه جاره , فقال : رد متاعك , فوالله لاأعود .· وقد بلغ ابن المقفع أن جارا له يبيع داره بسبب دين عليه , وكان يجلس فى ظل داره , فقال : ماقمت اذا بحرمه ظل داره ان باعها وهو معدم , فدفع اليه ثمن الدار , وقال له لاتبعها ,· وشكا بعضهم كثرة الفئران فى داره , فقيل له : اقتن هرا للتخلص منها , فقال : أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر , فيهرب الى دور الجيران , فأكون قد أحببت لهم مالا أحب لنفسى .· قال مجاهد : كنت عند عبد الله بن عمر , وغلام له يسلخ شاة فقال : ياغلام , اذا سلخت فابداء بجارنا اليهودى , وكررها كثيرا , فقال له مجاهد : كم تقول ذلك ؟ فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار , حتى خشينا انه سيورثه .· قال هشام : كان الحسن لايرى بأسا أن تطعم الجار اليهودى والنصرانى من أضحيتك .· قال أبو ذر رضى الله عنه : أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم وقال : اذا طبخت قدرا فأكثر ماءها , ثم انظر بعض أهل بيت فى جيرانك , فاغرف لهم منها .· وقالت عائشة رضى الله عنها قلت : يارسول الله ان لى جارين , أحدهما مقبل على ببابه و والأخر ناء ببابه عنى , وربما كان الذى عندى لايسعهما , فايهما أعظم حقا ؟ فقال : المقبل عليك ببابه . ومعنى هذا أن الجار القريب أولى واحق من الجار البعيد بالصدقة .· ورأى أبو بكر رضى الله عنه ابنه عبد الرحمن وهو يناصى ( يقبض على ناصيته ) جارا له , فقال له : لاتناص جارك , فان هذا يبقى , والناس يذهبون .· وروى الزهرى أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم , فجعل يشكو جارا له , فأمر النبى صلى الله عليه وسلم أن ينادى على باب المسجد " الا أن اربعين دارا جار " واشار الى الجهات الربع· قالت عائشة رضى الله عنها : خلال ( صفات ) المكارم عشر , تكون فى الرجل ولاتكون فى أبيه , وتكون فى العبد , ولاتكون فى سيده , يقسمها الله تعالى لمن احب : صدق الحديث , وصدق الناس , واعطاء السائل , والمكافاة بالصنائع , وصلة الرحم , وحفظ الامانه , والتذمم ( الاستنكاف ) للجار , والتذمم للصاحب , وقرى الضيف , وراسهن الحياء .· وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " يانساء المسلمين , لاتحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة . . وقال ايضا : " ان من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع , والجار الصالح , والمركب الهنىء ( الذى لايتعب الراكب ) .· قال رجل : يارسول الله , كيف لى أن اعلم اذا احسنت او أسأت ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : اذا سمعت جيرانك يقولون : قد احسنت فقد احسنت , واذا سمعتهم يقولون قد اسات فقد اسأت .· وقال النبى صلى الله عليه وسلم : " من كانت له ارض فاراد أن يبيعها فليعرضها على جارة . فالجار احق بالشفعة .· قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " والله لايؤمن , والله لايؤمن , والله لايؤمن ! قيل : من يارسول الله ؟ قال : " الذى لايأمن جاره بوائقه " .· وكان عدى بن حاتم الطائى , يضع للنمل خبزا مفتوتا , ويقول : انهن جارات لنا ولهن حق .الأخلاق فى الأسلام· لله در شوقى حيث يقول :انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا· كما يقول :وليس بعامـــــر بنيان قـــوم اذا أخلاقهم كانــــت خـرابـــــــا · قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق . "· وقال: " أحسن الحسن الخلق الحسن " . وقال :" أ قربكم منى مجلسا أحاسنكم أخلاقا , الموطئون أكنافا , والذين يالفون ويؤلفون " .· وقال : " المؤمن الف مألوف , ولاخير فيمن لايالف ولايؤلف " .· وقال : " أكمل المؤمنين اْْيمانا أحسنهم أخلاقا , والطفهم بأهله " . أداب الحديث فى الاسلامكثيرا ما أدى اللسان الى مصائب كثيرة , وجر الانسان الى المهالك , ولهذا علمنا الاسلام كيف نخاطب الناس , وكيف نتحدث معهم , وكيف نحييهم , وكيف نسالهم , وكيف نجيبهم , وأرشدنا كيف نعقل اللسان الا عن حق يوضحه , أو باطل يدحضه , أو حكمه ينشرها , أو نعمه يذكرها , ولايتكلم به الا بقدر الضرورة , وأن يقتصر فى الكلام به على قدر ما يقيم به حجته , ويبلغ حاجته , واذا سئل غيره لايجيب عنه , وأن يكلم كل انسان بما يليق به , وان يخاطب الناس على قدر عقولهم , وألا يتكلم الا اذا دعا داع الى الكلام , وأن يتجنب فى محادثته ثلاثة أشياء , وهى ابغض الأشياء الى الله , واقبحها عند الناس , وهى : الكذب والنميمه , والغيبة , والا يتكلم الا فيما يعنيه , وأن يضع الكلام فى موضعه.وان عقل المرء مخبؤ تحت لسانه , قال على بن ابى طالب كرم الله وجهه : لسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه .· قال تعالى : " يايها الذين ءامنوا لاتسئلوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم وان تسئلوا عنها حين ينزل القرءان تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم "· وهذا ما يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك حين سأله عن وجوب الحج فى كل عام : " ويحك , وما يؤمنك أن اقول نعم , والله لو قلت نعم لوجبت , ولو وجبت مااستطعتم . ولو تركتم لكفرتم , فاتركونى ما تركتكم , فانما هلك من كان من قبلكم بكثرة سؤالهم , واختلافهم على انبيائهم , فاذا أمرتكم بامر فخذوا منه مااستطعتم , واذا نهيتكم عن شيء اجتنبوه " . وقال تعالى " وقولوا للناس حسنا " .· وقال تعالى : " وقل لعبادى يقولوا التى هى احسن , ان الشيطن ينزع بينهم , ان الشيطن كان للانسن عدوا مبينا "· قال رب العزة : " واغضض من صوتك , ان انكر الأصوات لصوت الحمير " .· وقال " ولاتطع كل حلاف مهين , هماز مشاء بنميم , مناع للخير معتد اثيم . "· والتحية الحسنه من الاداب الاسلامية الكريمة , فقال صلى الله عليه وسلم : يسلم الراكب على الماشى , والماشى على القاعد , والقليل على الكثير .· وعن عبد الله بن عمر ان رجلا سأل النبى : أى الاسلام خير ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " تطعم الطعام , وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف . "· وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لطم الخدود , وشق الجيوب , ودعا بدعوى الجاهلية . "· وكان النبى لايحب أن يمدحه احد ولاان يقف لمجيئه احد , وكان يقول : " لاتطرونى كما اطرت النصارى ابن مريم , انما انا عبد الله , فقولوا عبد الله ورسوله "
,,,,,,,,,,, أداب المجالسة فى الاسلام
...................ان من أداب الأسلام أن يوسع الأنسان لجليسه اذا اقبل عليه , ويلتزم معه الأدب والأحترام · قال تعالى " يأيها الذين امنوا اذا قبل لكم تفسحوا فى المجلس فافسحوا يفسح الله لكم . "وليس للقادم ان يقيم أحدا من مجلس ليجلس مكانه , فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : " لايقيم الرجل الرجل من مجلسه , ولكن تفسحوا وتوسعوا . "· لهذا حث المولى عز وجل على النهوض بسرعة للتوسعة للقادم فقال : " واذا قيل انشزوا فانشزوا , يرفع الله الذين امنوا منكم , والذين أوتوا العلم درجات , والله بما تعملون خبير .· وقال صلى الله عليه وسلم : " اذا كنتم ثلاثة فلا يتناج رجلان دون الأخر , حتى تختلطوا بالناس , أجل ان ذلك يحزنه " .· وذات يوم جاء النبى صلى الله عليه وسلم فقام له أصحابه , فقال : " لاتقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا . "الأداب العامة فى الأسلام· قال صلى الله عليه وسلم : " أدبنى ربى فاحسن تأديبى " , وقال " وانما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " , وقد خاطبه ربه " وانك لعلى خلق عظيم . "· قال تعالى " واقصد فى مشيك واغضض من صوتك , " , وقال تعالى " ان الله لايحب من كان مختالا فخورا . " ,وقال الله " والعصر , ان الأنسن لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات , وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " . وقال رب العزة " يآيها الذين ءامنوا لاتبطلوا صدقتكم بالمن والاذى " .· وقال صلى الله عليه وسلم : " آيه المنافق ثلاث : اذا حدث كذب , واذا وعد اخلف , واذا اؤتمن خان . " ,, وقال صلى الله عليه وسلم : " أد الأمانه الى من أئتمنك , ولاتخن من خانك . " ,, وقال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فان لم يستطع فبلسانه , فان لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الأيمان , ", وقال " اذا نظر احدكم الى من فضل عليه فى المال والخلق فلينظر الى من هم اسفل منه , حتى تستريح نفسه , ويهدأ باله , ولايحقد على احد , "· قال تعالى : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . " , وقال " هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟ " , وقال تعالى " ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض , للرجال نصيب مما اكتسبوا , وللنساء نصيب مما اكتسبن . " , وقال تعالى " لايستوى الخبيث والطيب , ولو اعجبك كثرة الخبيث . " , وقال تعالى " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم . " , وقال رب العزة " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما امر الله به ان يوصل , ويفسدون فى الرض , أولئك هم الخاسرون . " , وقال " قل ان الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون . "· وعن عائشة رضى الله عنها قالت : سئل النبى صلى الله عليه وسلم : أى الأعمال أحب الى الله تعالى ؟ فقال : أدومها وان قل " , وعن جابر قال : " ماسئل النبى صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا . " , وعن انس رضى الله عنه قال : خدمت النبى صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لى اف , ولالم صنعت , ولاالا صنعت " , وقال " لاتباغضوا , ولاتحاسدوا ,ولاتدابروا , وكونوا عباد الله اخوانا , ولايحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث أيام . " وقال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , اذا أشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . " وقال صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولاتعسروا , وبشروا ولا تنفروا . "
الفصل الأول
منزلة الأخلاق فى الأسلام
من أجل أقامة مجتمع سليم يقوم على دعائم من المودة والرحمة والكرامة الأنسانية , والمساوا ه العادلة التى تقوم على اساس من القسط , والميزان المستقيم .. من أجل مجتمع أيمانى ثابتا عن عقيده راسخة فى القلب ,, مجتمع أسلامى نابع من دين الفطرة السليمة ,والطبيعة السمحة ,, دين العقل والمنطق , دين الدنيا والأخرة , دين الحق والسلام , دين ( الديمقراطية ) والعدالة الأجتماعية , دين التضامن والتعاون والتكافل الأجتماعى , دين الحرية والأخاء والمساواه ,,دين العطف والرحمة الأنسانية , دين الصفح والعفو عند المقدرة , دين الله كما أنزله رب العالمين , لاالدين كما يفسره ويطوعه ويلويه من يريد سلطان الدنيا , والتحكم فى رقاب العباد باسم الدين .ولعل أصدق ما يتمثل فى روح الأسلام قول النبى صلى الله عليه وسلم :-" أوصانى ربى بتسع , أوصيكم بها .. أوصانى بالأخلاص فى السر والعلانيه , والعدل فى الرضا والغضب , والقصد فى الغنى والفقر , وأن أعفو عمن ظلمنى , وأعطى من حرمنى , وأصل من قطعنى , وأن يكون صمتى فكرا , ونطقى ذكرا , ونظرى عابرا . "وبما أن الأسلام دين الفطرة والطبيعة , دين العقل والمنطق , دين يصلح لكل عصر وزمان , دين ينادى باقامة العدل بين الناس , ويمنع أعتداء بعضهم على بعض , فقد قال رب العزة . " ولكم فى القصاص حياة ياأولى الألبب " ,دين تجد فيه الكثير من اليسر والتيسير على المسلم .. قال تعالى : " يريد الله بكم اليسر , ولايريد بكم العسر " , وقال جل شأنه : " وما جعل عليكم فى الدين من حرج " ,دين يدعو الى الأخوة , فقد أكد رب العزة على ذلك فى قوله : " انما المؤمنون أخوة " , " يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى , وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم " ,وقوله صلى الله عليه وسلم : " الناس سواسيه , كأسنان المشط , ولافضل لعربى على عجمى الا بالتقوى " , الناس جميعا سواسيه , لافرق بينهم ولا فضل الا بالتقوى فقط , دين يدعو الى الوفاء بالعهد , حيث قال الله تعالى : " وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم " , وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " فى العهود وفاء لاغدر " , كما قال : " لاتخن من خانك " , كما أعطى فى نقض العهد والخيانه مثالا فى قوله تعالى : " ان شر الدواب عند الله الذين كفروا , فهم لايؤمنون , الذين عاهدت منهم , ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة , وهم لايتقون " , وقد نزلت فى يهود بنى قريظه من المدينة , فقد عاهدوا الرسول على الا يكونوا ضده , ثم نقضوا العهد , وأعانوا المشركين بالسلاح , وأعتذروا , ثم عاهدوه بعد ذلك فنكثوا , وكانوا مع المشركين ضده يوم الخندق . والأسلام ضد الغدر والخداع , والكذب والرياء , وضد الخيانه والنفاق والمراء , قال تعالى : " ان الله لايهدى كيد الخائنين " , وقال : " أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار , ولن تجد لهم نصيرا " , وقال تعالى : " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما " , وقال عز من قائل : " ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم , واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى , يراءون الناس , ولايذكرون الله الا قليلا , مذبذبين بين ذلك , لاالى هؤلاء , ولا الى هؤلاء , ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا " , كما قال صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم ببيت فى ربض الجنه لمن ترك المراء , وأن كان محقا , وببيت فى وسط الجنه لمن ترك الكذب وأن كان مازحا , وببيت فى أعلى الجنه لمن حسن خلقه ! " , وقال : " ألا انه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته , ولا غدره اعظم من غدره أمام عامه " ,كما أن الأسلام دين العلم والنور , دين التربية والتعليم , لادين الجهل والظلمه , قال تعالى : " أقرأ باسم ربك الذى خلق , خلق الأنسان من علق , أقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم , علم الأنسان مالم يعلم " , " قل هل يستوى الذين يعلمون والذبن لايعلمون " , وقال صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه " , وقال " من اراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الأخرة فعليه بالعلم , ومن أرادهما معا فعليه بالعلم " , وتتمثل روح الأسلام فى قول أبو بكر رضى الله عنه بعد أن بويع بالخلافة " أيها الناس , أنى قد وليت عليكم ولست بخيركم , فأن أحسنت فأعينونى , وأن أسأت فقومونى , الصدق أمانه , والكذب خيانه , والضعيف فيكم قوى عندى حتى أخذ الحق له , والقوى فيكم ضعيف عندى حتى أخذ الحق منه , أطيعونى ماأطعت الله ورسوله , فأن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم " , كما يتمثل فى قول عمر بن الخطاب حينما تولى الخلافه : " من رأى منكم فى أعوجاجا فليقومه " فقام رجلا من أخر المسجد ملوحا بسيفه وقال " والله او رأينا فيك أعوجاجا لقومناه بسيوفنا " ,فالاسلام دين الوفاء والحرية , دين العدالة ( الديمقراطية ) , دين التسامح والأنسانية , دين المحبة والموده , دين يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ,الأسلام دين العقيدة والأيمان , الأخلاص والأحسان , قال جل شأنه : " من جاء بالحسنه فله عشر أمثالها , ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها " ,الأسلام دين الرحمة والتراحم , دين الرفق والعطف , دين العفو والصفح , " الراحمون يرحمهم الله " , " من لايرحم لايرحم " , " أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء " , " فأما اليتيم فلا تقهر , وأما السائل فلا تنهر " , " وأن تعفو أقرب للتقوى " , " فاعف عنهم واصفح " ,الأسلام دين الأخلاق والكمال , دين النبل وأنكار الذات , دين يفكر فبه المسلم فى المصلحة العامة , ويعمل للجماعة , ولا يفكر فى نفسه , ولايعمل لذاته , أنظر الى ماكتبه خالد بن الوليد حينما امره أبو بكر بالمضى الى الشام وتولى رئاسة الجيش بدلا من أبى عبيده , وكان ذلك مراعاة للمصلحة العامة , وهذا ما كتبه خالد الى أبى عبيده بن الجراح " أتانى كتاب خليفة رسول الله ه رسول الله صلى الله عليه وسلم , يأمرنى بالسير الى الشام , وبالمقام على جندها , والتولى لأمرها , والله ما طلبت ذلك ولا أردته , ولا كتبت اليه فيه , وأنت , رحمك الله , على حالك التى كنت فيها , لايعصى أمرك , ولايخالف رأيك , ولايقطع أمر دونك , فأنك سيد من سادات المسلمين , لاينكر فضلك , ولا يستغنى عن رأيك , والسلام عليك ورحمه الله " , ثم أنظر الى ماكتبه أبو بكر الذى نصر الأسلام بايمانه واخلاصه ونفسه وماله , الى أبى عبيده " بسم الله الرحمن الرحيم , أما بعد , فأنى وليت خالدا قتال الروم بالشام , فلا تخالفه , واسمع له , وأطع أمره , فأنى وليته عليك وأنا اعلم أنك خيرا منه , ولكن ظننت أن له فطنه فى الحرب ليست لك , أراد الله بنا وبك سبل الرشاد , والسلام عليك ورحمه الله " ,قال الأمام الشيخ محمد عبده " انما الأسلام دين قويم , محكم القواعد , شامل لأنواع الحكم , باعث على الألفة , داع الى المحبة , زاك للنفوس , مطهر للقلوب من أدران الخسائس , منور للعقول باشراق الحق من قضاياه , كافل لكل ما يحتاج اليه الأنسان من مبانى الأجتماعات البشرية , وحافظ وجودها , وينادى بمعتقديه الى جميع فروع المدنية , وتتجلى عظمه الأسلام فى قوله : " ولاتستوى الحسنه ولا السيئة , ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم , وما يلقها الا الذين صبروا , وما يلقها الا ذو حظ عظيم " , أى يامحمد لايستوى الخير والشر , فادفع من أساء اليك بالاحسان اليه , وقابل الأساءة بالاحسان فاذا الذى بينك وبينه عداوة يتحول من عدو الى ولى حميم , وان هذه الفعلة الكريمة والخصلة الشريفة لايوهبها الا الذين صبروا وكظموا غيظهم واحتملوا الأذى من غيرهم , وما يوهبها الا ذو حظ عظيم ونصيب وافر من الخير ,وقوله صلى الله عليه وسلم : " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ,الأسلام دين الحرية , دين الأخاء والمساواه , قال تعالى : " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لافضل لعربى على عجمى الا بالتقوى " , كما قال عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص " متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " , وقد أستوصى الرسول خيرا بالارقاء والعبيد , فحرم على السيد أن يطالب عبده بما لايستطيع من عمل , أو أن يناديه باحتقار وأزدراء , كما أن الدين الأسلامى دين أخوة , قال تعالى : " انما المؤمنون أخوه , فأصلحوا بين أخويكم " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " , " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .فالأسلام يدعو الى الأخاء , يدعو ان يفكر المسلم فى أخيه المسلم , ويحب له ما يحبه لنفسه , ويكره له مايكرهه لنفسه , بحيث يضع نفسه موضع غيره دائما , ويعامله المعامله التى يحب أن يعامل بها , يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبه الوداع " أيها الناس , انما المؤنون أخوة , ولا يحل لامرىء مال أخيه الا عن طيب نفس , فلا ترجعن بعدى كفارا , يضرب بعضكم رقاب بعض , فأنى تركت فيكم من أن أخذتم به لن تضلوا بعدى أبدا .. كتاب الله ,أيها الناس , أن ربكم واحد , وان أباكم واحد , كلكم لأدم , وأدم من تراب , أكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربى فضل على عجمى الا بالتقوى ", والمساواة تبدو واضحه فى الصلاة , حيث يقف المسلمون فى المسجد من غير تفرقه بين غنى وفقير , وضيع أو رفيع , عربى وعجمى , ويقفون فى بيت الله الحرام أثناء الحج كما يقف الأخوة , من غير تفرقة بين أمير وصغير , ومن غير تفاوت بين أوروبى أو أسيوى او افريقى .أن الدين الأسلامى دين المساواه , دين العداله , فهو يعامل الجميع معاملة واحدة , وينظر الى الجميع نظرة واحدة , ويعطى كل ذى حق حقه , فهذا عمر بن الخطاب يشكو اليه رجل مصرى قبطى سوء معاملة ابن عمرو بن العاص له , وضربه أياه , وقوله له وهو يضربه , خذها منى وأنا ابن الأكرمين , فيدعو عمر بن الخطاب عمرو بن العاص وولده , ويامر القبطى أن يضرب ابن الأكرمين كما ضربه , ويامر بضرب عمرو بن العاص أيضا اذا كان قد ضربه , فيمتنع القبطى لأن عمرو لم يضربه , ثم ينظر عمر الى عمرو بن العاص ويقول قولته المشهورة " متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .والمساواه فى الأسلام كثيرة , ففى الصلاة يقف المصلون جميعا فى صفوف متساوون , لافرق بين غنى ولافقير , أبيض أو أسود ,رفيع أو وضيع , فى صلاة جماعة ,أو عيدين , فهم أخوة أحرار متساوون أمام الله , يعبدونه ويستغفرونه , ويطلبون منه المعونه بقلوب خاشعة وأفئده صافية , وفى الحج تجد الحجيج بلباس واحد , رؤوسهم عاريه , لايلبسون ملابس مخيطة , وهم خاضعون لله , واياه يعبدون , واياه يستعينون , هم جميعا أخوة يتمتعون بالمساواه والأخاء , له يركعون , ويسجدون , ويلبون فائلين لبيك اللهم لبيك ,وفى العقوبة ترى المسلمين سواسية فى الأحكام , يقول الله عز وجل : " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس , والعين بالعين , والأنف بالأنف , والأذن بالأذن , والسن بالسن , والجروح قصاص " , ولاعجب , بالمساواه هى من عظمه الأسلام فى السلم والحرب , ولافضل لمسلم على أخر الا بالتقوى والبر والعمل الصالح , وأطاعة الله , والأيمان به ايمانا كاملا , وفى الصيام تجد الصائمين متساويين أمام الخالق , حينما يصومون حقا فى رمضان , ولا نبالغ اذا قلنا أن الذميين المعاهدين كانوا يتمتعون بالمساواه فى البلاد العربية , تنفيذا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لهم مالنا وعليهم ما علينا " , وقوله " من أذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامه " .وروح الأخاء والأخوة من عظمة الأسلام , حيث ثقول صلى الله عليه وسلم " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " كما يتمثل فى الأيثار , وهو أن تفضل غيرك على نفسك , وتعطى أخاك ماأنت فى شدة الحاجة اليه , عملا بقوله تعالى " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " , فالأسلام ضد التفرقة العنصرية , ضد التمييز بين طبقة وأخرى , ضد الأمتيازات .ان الأسلام يدعو الى الأيمان , وتطهير النفوس من الشروروالأثام , وتغذية العقول بالمبادىء الأنسانية النبيلة , مبادىء المساواه والأخوة والأخاء والبر والتقوى والعمل الصالح والأيثار .ولو تمسك المسلمون بدينهم , وعملوا بروحه , ومبادئه ومثله العالية لكانوا اليوم جميعا أحرارا , مستقلين سعداء بعيدين عن كل نزاع وشقاء , قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من دعا الى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية , وليس منا من مات على عصبية " .الأسلام يدعو الى الوحدة الشاملة , وعدم التفرقة , قال تعالى " ان هذه أمتكم أمة واحدة " , وقال تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .كما أن الأسلام يحث على التعاون , قال تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى , ولاتعاونوا على الأثم والعدوان ,واتقوا الله , أن اللع شديد العقاب "وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال " والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه " .فالدين الأسلامى دين لاتعصب فيه , دين حريه وأخاء ومساواه , دين عدالة وديمقراطية , قال تعالى : " ان الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر ٍوعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " , فالمؤمنون واليهود والنصارى والصابئون اذا أمنوا بالله واليوم الأخر , وعملوا صالحا , فلهم أجرهم عند ربهم , ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون . فالدين الأسلامى دين تسامح , دين سهوله ويسر , لاتعصب ولا تعقيد فيه , دين بساطة وسهوله .لقد نشر الأسلام الحرية والأخاء والمساواة بين المسلمين , ولو تمسك المسلمون بدينهم لحافظوا على حقوقهم , وفى أستطاعتهم أن يعودوا الى مجدهم العظيم اذا رجعوا الى الأخلاق الأسلامية , وتمسكوا بالروح الأسلامية , فليس العيب عيب الأسلام , ولكن العيب عيب المسلمين الذين تركوا دينهم , وتركوا مبادئه , وأصبحوا مسلمين بأسمائهم بعيدين عن الأسلام بأعمالهم ." أفلا يتدبرون القرءان أم على على قلوب أقفالها " , وتتحقق عظمة الأسلام وروحه فى قوله تعالى " ان الله يأمر بالعدل والأحسان وايتاء ذو القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى , يعظكم لعلكم تذكرون " .قال بن مسعود :" هذه أجمع أيه فى القرأن لخير يتمثل , وشر يتجنب ", ففيها يأمر الله بالأخلاق الكريمة , وينهى عن الأخلاق القبيحة ,الأخلاص فى العمل , فى السر والعلانية :- " وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " , فالعباده يجب أن تكون صادرة بأخلاص , وبدون رياء أو نفاق , خالصه لله وحده , قال عز وجل : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعباده ربه أحدا " , والأخلاص الذى يتطلبه الأسلام هو الصدق فى القول ,والأمانه فى العمل , هو المروءة , هو أن تعمل فى السر مالا تستحى منه فى العلانية , هو البعد عن الكذب والرياء والنفاق , فالأخلاص يظهر ما فى العقل و القلب من التفكير والوجدان , من غير زياده أو نقص , أو مبالغة أو رياء أو كذب . وعندما ينتفى الأخلاص من الشخص تراه يغير الحقائق , ويجعل الحق باطلا , والباطل حقا , والبعيد قريبا , والقريب بعيدا , وليس هذا من الأخلاص فى شيىء , ولايتظاهر بالعلم الا من يشعر بالجهل , ولا يتظاهر بالغنى الا الفقراء , ولا يدعى القوة الا الضعفاء . ويبدو الأخلاص فى دعاء عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – حيث يقول : " اللهم اجعل عملى كله صالحا , واجعله كله لوجهك خالصا ,ولا تجعل لغيرك فيه شيئا "الأسلام ضد النفاق والمنافقين , والرياء والمرائيين :- ان الأسلام ضد النفاق والمنافقين ,والرياء والمرائين , ضد التآمر والمتآمرين , ضد ذى الوجهين الذى يمدحك فى حضورك , ويذمك فى غيابك , قال تعالى : " يأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون , كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " , وقال عز وجل " ان المنفقين يخدعون الله وهو خدعهم , واذا قاموا الى الصلوة قاموا كسالى , يرآءون الناس , ولا يذكرون الله الا قليلا , مذبذبين بين ذلك , لآ الى هؤلآء ولآالى هؤلاء , ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا " .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا , ومن كانت فيه خصله منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : اذا أؤتمن خان , واذا حدث كذب , واذا عاهد غدر , واذا خاصم فجر " , وفال " تجدون الناس معادن , خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الأسلام اذا فقهوا , وتجدون خيار الناس فى هذا الشأن أشدهم كراهية له , وتجدون شر الناس ذا الوجهين , الذى يأتى هؤلآء بوجه , وهؤلآء بوجه " . وقال النبى " انما الأعمال بالنيات , وانما لكل امرىء مانوى , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله , فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو أمرأة ينكحها , فهجرته الى ما هاجر اليه " , وقال " ان الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم , ولكن ينظر الى قلوبكم " .الأخلاص فى النصيحة من الأسلام :- روى أنه كان عند يونس بن عبيد أنواع مختلفة من الملابس لكل منها ثمن مختلف , فذهب الى الصلاة وترك ابن أخيه فى محل البيع , فجاء أعرابى وطلب زى بأربعمائة درهم , فعرض عليه واحدا ثمنه مائتين , فاعجب بها الأعرابى وقبلها واشتراها , وبينما هو يسير بها رأه يونس فعرف الزى الذى يبيعه , فقال للأعرابى : بكم اشتريت هذا الزى ؟ فأجاب الأعرابى : بأربعمائه درهم , فقال يونس : انها لاتساوى أكثر من مائتين درهم فقط , فارجع حتى تأخذ باقى الثمن , فقال الأعرابى : هذه فى بلدنا تساوى خمسمائه درهم , وأنا راضى بها , فقال له يونس : تعال , فأن النصح فى الدين خير من الدنيا بما فيها , ثم رده الى محل البيع ورد له الباقى , وعاقب ابن أخيه على ذلك , وقال له : أما أستحييت ؟ أما اتقيت الله ؟ تربح مثل الثمن , وتترك النصح للمسلمين , فقال أبن أخيه : والله ما أخذها الا وهو راضى بها , فقال له يونس : فهلا رضيت له بما ترضاه لنفسك ؟ , ولا عجب فى ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ,العدل فى الرضا والغضب : - ومن روح الأسلام وعظمته العدل فى الرضا والغضب , بحيث يكون العدل بين جميع الناس من غير تفرقه بين قريب أو بعيد , غنى أو فقير , صديق أو عدو , فقد أمر الأسلام بالعدالة , ونهى عن الجور والظلم , والأعتداء بغير حق , قال تعالى " يأيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله , شهداء بالقسط , ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا , اعدلوا هو أقرب للتقوى " , وقال صلى الله عليه وسلم " اتقوا الظلم , انه ظلمات يوم القيامه " , وقال " ان الله عز وجل ليملى للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته " , ثم قرأ قوله تعالى " وكذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى وهى ظالمه , ان أخذه أليم شديد " ,