خطاب الى شعبى الجبان
بحثت فى goOgle earth عن موقع مصر .. فماذا وجدت ؟ وجدت دولتان بهذا الأسم ، مصر .. مصر الدولة التى يحكمها الذين تتقدم بهم ، وهى دولة ثرية مليئه بالخيرات والثروات ، دولة منهوبة من قبل حاكميها ! ودولة يعيش شعبها فى لاوطن ! اسمه أيضا مصر .. وهذا الاوطن الثانى وطن أفتراضى ، يعيش فيه شعب افتراضى .. وطن لاحدود له سوى أسوار مصنوعة من الضياع ، يحكمه قانون لاوجود له ، وتتحكم فيه الفوضى الخلاقه ،
بحثت عن هويه الحاكمين للوطن الأول مصر البلد ، فوجدتهم عسكر حرب عصابات ، ورجال أعمال قذرة ومستثمرين لمعاناه الناس وافقارهم وامراضهم لكى يثروا ويتوحشوا فى عالمهم الخاص بهم ، عالم الوحوش الضارية المحكوم بقانون الغاب !! بلد يتقدم بهم تقدم الأعمى الذى يسير بغير هدى ، خطواته متعثرة ، وطريقه غير معروف له ، بلد يتجه ببطىء مستقر نحو الهاويه ، بلد يتجه بخطى واثقة الى قاع النهر ليغرق فيه مثل فراعين مصر السابقين ، ويبدو أن أحفاد الفراعنة لايتعلمون أبدا من أخطاء أجدادهم الظالمين ! فى الجهه الأخرى مصر الشعب اللاجىء الى الضياع ، الى اللاوجود ، نظرت الى هذا الشعب الأفتراضى فماذا وجدت ؟
وجدت اناسا يزرعون الحقد والغل والكراهية ، وأناسا يغرسون شجيرات الضلال فى أرض فاسده ، تروى بالكذب والنفاق والتدين المزيف .. بينما يرفعون أكف الضراعة الى الله يدعونه أن يبارك لهم فى حرثهم ، ويرزقهم من فيضه ، وعندما يحين موسم الحصاد ترى الجميع يتسابقون الى حصاد الجبن .. وقطف ثمار العبودية التى أستطعموها ويحرصون على أن تظل طازجة !!
وجدت ذكورا وأناثا لم يخلقوا فى هذه الدنيا سوى لكى يتناسلوا ويملئوا الأرض بمزيد من الجبناء والمستعبدين ، خلقوا ليملئوا بطونهم بالحرام ، ولاتلمس ايديهم ألا الحرام ، ولما لا .. فهى أرض نفاق وضلال وجبن وعبودية .. فماذا ستنبت غير ذلك ، العبيد !!
أنظر اليهم وهم يتسابقون الى الغش ، والى الكذب ، والى الحلف بالباطل ، أنهم يتنافسون على استحلال الحرام ، والى خلق الأعذار للمجرمين .. الى أنتهاك الأعراض بحجة الفقر والحرمان ، الى الرشوة بحجة ضيق الرزق ، والى السرقة والأغتصاب بحجة البطالة ، أنظر اليهم كيف يفرون كالأرانب المذعورة حين يلمحون سيارة شرطة أو ضابط يمر فى الطريق !! أنهم فى الأصل لم يرتكبوا أى جريمة أو ذنب ! ولكنه الجبن ، لكنه الذل ، لكنها العبودية باعلى مراتبها ، وهل هناك جبن وخزى وعار أكثر من أن تترك اللصوص يسرقون منك وطنك ويطردونك منه الى المجهول ولاتدافع عن نفسك عن بيتك وأولادك ووطنك ، لقد اعطاك الله الصحة والعافية والأيمان والتقوى ، فماذا فعلت بنعم ربك ؟ لكنها صحة نمت على طعام خرج من أرض بور ، أرض فاسده .. لكنها عافية ترنحت تحت ثقل المخدرات والأفلام الأباحية ، لكنه الأيمان المزيف الذى يدعوك الى الصلاة ولاينهاك عن الغش والسرقة ! يدعوك الى التزين بالمصحف فى يديك .. ولاينهاك عن غض البصر ، أو عدم أيذاء الأخرين !
يدعوك الى التصلى فى كل الأوقات ولايدعوك الى أتقان عملك وتيسير أمور العباد بدلا من تعقيدها لتسرق من الناس اموالهم بحجة تخليص امورهم التى تعقدت بسببك انت ، لايدعوك الى أن تخلص لله العمل ، لايدعوك الى أن تفعل كما يقولون أن تحلل المال الذى تقبضه ، أى أن تتقى الله فى عملك ليبارك لك فى رزقك ، يدعوك الى أن تنظف يديك باستمرار بحجة أن الوباء قد أنتشر ولا يلتفتون الى القذارة المنتشرة فى كل مكان ، لايدعوك أبدا الى مكارم الأخلاق ، ولكنه يدعوك دائما الى المسجد والى الحجاب والى النقاب ، كيف يتسنى للأخلاق أن تسمو وتنتشر والناس قد شطبوا هذه الكلمه من قاموس حياتهم البائسة ؟
نظافة القلب
صلاتيى جمعة ، فيهما كل المعانى التىتبحث عنها ، الجمعة قبل الماضى وقف خطيب شاب أخذ يصرخ وعروق رقبته تكاد تنفجر من شدة الصراخ ، كان كعادة الأئمه يدعو الناس ترغيبا وترهيبا بضرورة أتباع سنه الرسول وان ما أصاب المسلمين من اوبئة وأمراض أنما هو نتيجة لمعصية الناس ونسيانهم سنه نبيهم الكريم ، لقد أنحرف الناس فى رأيه عن سنه نبيهم بعدم أتباعهم اياها ، هذا كلامه هو ، شهور وسنوات أصلى الجمعة ولاأسمع سوى هذا الكلام من كل من وقف فوق المنبر يخطب الناس ، كان التركيز شديدا جدا على أتباع سنه النبى حتى كدت أنسى أن هناك رب للناس ولنبى الأسلام !!!
يلحون ويستغيثون ويصرخون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتخلى ويهمل سنه نبى الأسلام !! ولم يقل واحدا منهم ماذا يعنى باتباع سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم لايعرفون من سنه النبى سوى أطلاق اللحية وأرتداء الملابس القصيرة تحت الركبة بقليل والسواك والمصحف وأرتياد المساجد ! هذا عن الرجال ، أما النساء فلا صوت يعلو فوق صوت النقاب والحجاب ، ٍٍفى كل مرة أسمع هذا الكلام أكاد أفقد ٍأعصابى وأقف لأقاطعة فى الكلام طالبا شرحا محددا لما يقول ولكننى فى كل مرة أضبط نفسى وقد ملكنى داء الجبن ! فأصمت وأكظم غيظى ، وأظل أدعو الله أن تنتهى هذه الخطبة على خير لأغادر سليما معافى ! المهم بعد أن أنتهى من الخطبة والصلاة أمسك بالميكرفون لينصح الناس بضرورة النظافة لتجنب الأصابة بالأنفلوانزا المنتشرة ، وأن هذا البلاء مما صنعت يد الناس من عصيانهم لله وعدم أتباع سنه نبيه ! هكذا .. لايملون أبدا من تكرار هذا الكلام أبدا ، لم أعد أحتمل وكنت كعادتى على وشك الأسراع بالأنصراف حتى لاأقحم نفسى فيما لايفيد ، ولكننى هذه المرة خذلت نفسى ووقفت ورفعت يدى أشارة الى اننى اريد أن اساله سيئا ولكنه فيما يبدو تجاهلنى أو لم يرد ان يقطع عليه أحد حديثه او يشوشر عليه ، هكذا يقال ، ولما لم يلتفت الى أضطررت الى مقاطعته بصوت عالى حتى يتوقف قليلا ويسمعنى ، فسألته بتحدى هكذا قيل لى ، هل هذه الأمراض التى تصيبنا عقاب لنا من السماء أم انها نتيجة طبيعية للقذارة المنتشرة فى كل مكان ؟ ألم يرى الشوارع المليئة بالقمامة ؟ ألم يلاحظ سوء معاملة الناس لبعضهم البعض وأنحطاط أخلاقهم مع بعضهم ، ألم يرى الغش والتدليس والفساد فى كل مكان ، ألم يرى الأنحراف وملابس الفتيات والنساء ، ألم يحظ أبدا أى شيء لفت انتباهه غير أن الناس أبتعدت عن سنه رسولهم الكريم ؟ لقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن أقربكم منى منزلة يوم القيامه أحسنكم أخلاقا ، ولم يقل اكثركم صلاة وعبادة !! لم يذكر أحدا منكم شيئا عن مكارم الأخلاق ٍوأنه لاأيمان لمن لاأخلاق له ، فبادرنى ومن أين سيأتى الناس بكل ذلك ألا من أتباعهم سنه نبيهم ؟ ، كدت أقول له ولكنك لم تقل كلمه مما قلته لك ، فلماذا ؟ تتركون كل ذلك وهو من ثوابت الدين ومن أهم دعائمه ، وكدت أذكر له قول أمير الشعراء ، أنما الأمم الأخلاق فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا فجبنت ، خفت أن يعتبروننى مرتدا لأننى ذكرت بيتا للشعر داخل المسجد فلم ارد ، وأستدرت وأنصرفت وأنا أتعجب من منطقهم ، من تعاونهم فى تضليل الناس والضحك عليهم ، ولكننى أستنتجت أنهم قد درسوا جيدا نفسيه الناس فوجدوا نفوسهم خاوية ، وأرادتهم مسلوبة ، وتواكلهم عظيم ، فوجدوا أن أفضل طريقة للسيطرة على عقولهم هو ترهيبهم وجعلهم يعيشون فى رعب أزلى اسمه الدين ، أفضل طريقة هى التزين بزى الدين ، التمسح بالنبى ةهم لايأخذون منه سوى الزى والمظهر ولم يلتفتوا الى أن هذا الزى كان هو الزى الرسمى لبدو يعيشون فى الصحراء ، وأن هذا الزى كان مناسبا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام مضى ، لقد أخذوا أبسط شيء واقل ما يمكن اخذه من دين محمد وهو المظهر ، لأن اكثر من ذلك سوف يتعبهم ويشقيهم ، فهل هم يملكون الشجاعة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ هل هم لديهم الشجاعة والوعى والفهم والعلم لمواكبة التطور الحاصل فى العالم من حولنا ؟ هل يملكون الغيرة والكرامة والعزة والكبرياء للمنافسة على حجز مكان لهم فى مقدمة الأمم كما كان أسلافهم المسلمين ، كل هذا صعب جدا ، بل مستحيلا ، فهذا الفعل يحتاج منهم جهدا وعرقا ، يحتاج عقلا مستنيرا وعزيمة وقبل كل ذلك يحتاج أيمانا راسخا وعلما أهملوه لما وجدوا فيه من مشقة ، ٍفماذا صنعوا ؟ نشروا سياسة الجهل ، نشروا الخرافات والخزعبلات ، رفضوا التعليم الدنيوى بحجة أن القرأن يحتوى كل العلوم التىستظهر الى يوم الدين ، وأقنعوا بمنطقهم الفاسد شعبا فقير بائسا يحتاج الى اى فتوى فاسدة لكى يركن الى الراحة والنوم والتواكل ، أليس الله هو الرازق ؟ أليس رزقكم فى السماء وما توعدون ؟ ، أليس هذا ما يقوله المفتيين والعلماء الذين يرتدون الزى الأسلامى ؟
ٍأصدقكم القول أن هذا الموضوع يؤرقنى منذ سنوات طوال ورغم ما تعلمته من الدنيا لم أستطع أن أفتح فيه نقاشا حرا سوى مع من يطلقون عليهم علمانيين ! أما اذا حاولت مناقشته مع أحدا ممن يطلقون على انفسهم علماء فلا أكثر من ان تصيبك نظرات أحتقار وأشمئزاز وكلمات من عينه الله يهديكم أو أتهام مباشر أن أمثالى العلمانيين هم سبب نكبة الأمة !! رغم أننى لا علمانى ولايحزنون ، المهم أننى أتخذت قرارا بعد ياس تام أصابنى بأن لاأتحدث مع أى احد فى اى امر من أمور الدين خاصة بعد أن زاد سلطان هؤلاء وقويت شوكتهم جدا مع ظهور الفكر الجديد رغم ظهور رذاذ من الخلافات والأضطهاد على سطح الأحداث . ٍ
لكننى للأسف لم أستطع المحافظة على وعدى لنفسى ولزوجتى وأولادى بأن أترك البلد تنحرق على دماغ أصحابها الذين هم أعضاء لجنة السياسات أصحاب الفكر الجديد فى أغتصاب بلد بلا شعب سوى جماعة من خدم السلطان يريدون أن يمنحهم السلطان وظيفة أغاوات لخدمته فى توريد انفار وجوارى باسم الله ، الم يقل الله عز وجل فى كتابه وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم ؟ أليس أولى الأمر منكم تلك تنطبق على السلطان ، وأيضا تشمل أغاواته الذين يطيعون امر ربهم باطاعة أولى الأمر ؟ المهم أننى ذهبت لصلاة الجمعة التالية مباشرة ، وهناك حدث ما كنت أخاف منه منذ سنوات أن يحدث لى ، ورغم قرائتى لكثير من تلك الأحداث التى أخاف منها شخصيا والتى عايشت مثلها لأناس اخريين ، ألا أننا فيما يبدو لانقدر الأحداث حينما نراها تقع لغيرنا حق تقديرها ، ولانشعر بمدى فظاعتها سوى بعد أن نكوى بها بماشرة ،المهم أننى ذهبت الى المسجد ، مسجد أخر شهير ومريح نفسيا ، وودعتنى زوجتى وأولادى محذرين مذكريين اياى بالوصايا العشر ، لاتتثاءب ، ولاتتظاهر بالغيظ ، أو التعجب ، لاتتبادل النظرات مع أحد ، تظاهر بالعمى خاصة مع شهرتى بأننى مشاغب مساجد مثل مشاغبى الملاعب ! لاتجادل ياأخ على ،ٍ اذا لم تعجبك الخطبة أو الخطيب فحاول أن تسند ظهرك الى حائط أو عمود من أعمدة المسجد وأخلد الى النوم قليلا والله غفور رحيم ،وهكذا حنى أوشكت على الأمتناع عن صلاة الجمعة كلية والأكتفاء بصلاتها ظهرا !
ذهبت الى المسجد تسبقنى دعواتى الى المولى أن تهاجمنى نوبة نوم حتى تنتهى الخطبة ، ولكنه القدر جلست مفنجلا عينى شديد الأنتباه بلا اى تحفز فمازالت تحذيرات أولادى وتوسلاتهم ترن فى أذنى ، حتى ذكر الشيخ الخطيب الموضوع المقرر وهو النقاب ! داهمتنى نوبة من الغيظ كتمتها وكان سبب ذكر النقاب قرار شيخ الأزهر منع الطالبات والمدرسات المنتقبات من دخول الجامعه أو المدرسة أو السكنى فى المدينه الجامعية الااذا خلعن نقابهن وأكتفين بالحجاب ، فالنقاب ليس من الدين وليس كل من ترتدى النقاب جديرة بالأحترام ! هاج الشيخ الوقور وماج وشبه شيخ الأزهر بعبد الله بن سلول زعيم المنافقينٍ وذكر قصة ملفقة عن المرأة المسلمة التى ذهبت تبتاع فى السوق وكان اليهود يومها يعيشون فى المدينه وطلب بائع يهودى من المرأة خلع نقابها فرفضت المرأة مما دفع الرجل الى التحرش بالمرأة فصرخت تستغيث من اليهودى فسمعها رجل مسلم فوثب على اليهودى فقتله فتكاثر عليه اليهود فقتلوه ، ولما علم الرسول بما جرى أمر بقتلهم فتشفع لهم عبد الله بن سلول لأنهم كانوا حلفائه فأمر النبى بطردهم من المدينه بدلا من قتلهم ، والرواية كما ذكرتها كل كتب التاريخ والسيرة النبوية لم تذكر أن المرأة المسلمه كانت ترتدى أى نقاب والحقيقة أن المرأة كانت تشترى من بائع يهودى وكانت تجلس القرفصاء كعادة أهل ذلك الزمان ، فغافلها يهودى من خلفها وقام بربط أسفل ثوبها فىقطعة القماش التى تغطى به رأسها فلما قامت المرأة تعرى جسدها فصرخت فسمعها الرجل المسلم .. حتى أخر الرواية ، فما الذى أقحم النقاب فى الرواية الا للدلالة على أن النقاب كان أمر الهى منذ بداية الأسلام وأن الرسول لم يمنعه ، أليس هذا التلفيق لايليق من أمام قوم ، ينصح المسلمين بالكذب ليدفعهم الى تصديق أنهم مضطهدون من أناس لايختلفون عن عبد الله بن سلول ! ثم أعرب عن حزنه الشديد لأن المرأة المسلمه مهانه ومغتصبة فى كل مكان ، فى فلسطين وافغانستان وكشمير والعراق والشيشان ، وأنه عندما صرخت المرأة فى سجن الروم واأسلاماه جهز الخليفة العباسى جيشا جرارا وهاجم الروم وأحيل للادهم وأخرج المرأة من سجنها ، أمرأة واحدة تحركت لها جيوش الأسلام ، هكذا يقول ، أما الأن فلا كرامه ولاعزة ولاأيمان ، و...ولم ينسى فى نهاية خطبته أن يدعو بحرارة على الذين يحاربون الأسلام ويدفعون المرأة المسلمة دفعا للأنحراف برفضهم أرتدائها النقاب , والنقاب رمز الشرف والعفة والأحترام , ثم سأل هل رأى أحدكم أمراة غير منتقبة ومحترمة ؟!!!! فالنقاب دليل شرف وأحترام للمرأة المسلمة !! ثم أخذت وتيرة الدعاء فى الأرتفاع وتأمين المصليين خلفه ترتفع ,اخذ يدعو للمؤمنين فى غزة الذين يدافعون عن المسجد الأقصى بمفردهم ، فهم المؤمنون وحدهم ، هم المسلمون حقا الذين سيدخلون الجنة قبل بقية المسلمين بخمسمائة عام !! ثم دعا لتحرير المرأة المسلمة فى كل مكان على سطح الأرض ولم يذكر ابدا مصر ! أصارحكم أصابتنى غمة شديدة وكأبة وقمنا للصلاة وعندما أنتهت سارعت بالوصول الى حذائى والفرار من أمام هذا الأمام ولكن ، وجدت نفسى أعود للخلف بعد أن وطأت قدمى خارج المسجد ، كان شيئا غامضا كأنه سحر وجدت نفسى أجلس بجوار الشيخ الذى كان يجلس أمام المحراب ينهى صلاته بالتسبيح ، أنتظرت أنتهائة من التسبيح بمنتهى الأدب وعندما أنتهى ألقيت علية السلام فصافحنى الرجل بادب جم فاستأذنته فى سؤال فرحب ٍ : سالته هل يقبل الله صلاة وعبادة شعب يعيش فى هذه القذارة التى يعيش فيها من جبال قمامة فى كل مكان الى تلوث وفساد وضياع ؟ أنتهى سؤالى والأمام ينظر الى الأرض ، ثم فجأنى بما لايخطر على عقل بشر ! أشار الأمام الى قلبه وقال لى : المهم نظافة القلب لانظافة الشارع ! أصارحكم أن أجابته صدمتنى ، جعلتنى فى حالة من الخواء النفسى يشبه أنسان مخدر يرى ماحوله ولايشعر بشيء ، أستفزتنى أجابته فقلت له : هل تعنى لوأن جميع النساء قد قنقبن والرجال لطلقوا لحاهم فسوف يدخلون الجنه هكذا وهم يعيشون فى منتهى القذارة حياة لاتليق بالبشر ؟ فصمت وهو ينظر الى الأرض فقلت له : أنكم ياشيخ لايهمكم سوى النقاب واللحية وقرأة القران ولم أسمعكم مرة واحدة تأمرون بالمعروف أو تنهون عن المنكر أو حتى تدعوا أليهم ، فقال لى : أن ديننا يأمرنا بأن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الأيمان !! كما أن كل خطبه تمتلء بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فرددت ‘ هل تفهمنى أن شعبا وأمة بأكملها لايوجد فيها من يأمر بامعروف وينهى عن المنكر !! ثم أنك ياشيخ تدعو لنصرة نساء المسلمين فى كل أرجاء الأرض ماعدا البلد الذى تعيش ٍ فيه ، اليس هنا فى مصر نسائنا منتهكات وشبابنا ورجالنا ينتهكون كل ساعة فى أقسام البوليس ، أليس الفساد طغى حتى أغرق كل نسمة هواء فى مصر لم أسمعك تدعوعلى الفاسدين أو المرتشين أو الضلالية ، لم أسمعك تدعو كل أب وكل زوج أن ينظر الى ثياب ابنته أو زوجته أو أخته قبل أن تنزل من بيتها !! لم ... ولم أكمل كلامى فقد شعرت بوكزة قوية جدا فى كتفى من الخلف كانت من القوة أن صرخت من الألم ، نظرت خلفى لأرى من وكزنى فوجدت رجلا غاضبا ومتوتر جدا فصحت فيه : أيه يابنى أدم أنت فيه كده ؟ فوجئت به يصرخ فى وجهى : وطى صوتك وأنت تتكلم مع مولانا ، أنت جاى تشوشر على المسجد ؟ فقلت له بغيظ ولم أكن قد لفت نظرى الحلقة الكبيرة التى ألتفت حولنا أنا والشيخ والتى أخذت تضيق حتى ألتحمت بنا أنا والشيخ : فقلت موجها كلامى الى الرجل : وهو فيه حد يضرب حد فى المسجد بالشكل ده ؟ ثم أنا بأتكلم مع الشيخ وربما يكون صوتى قد أرتفع قليلا وانا لم أقصد ثم التفت الى الشيخ وسأليه : أنا اسأت أليك فى شيء ياشيخ ؟ فنفى الرجل ، ألا أننى فوجئت بشخص أخر يرتدى نظارة ويبدو عليه الهيبة يدفعنى فى كتفى ويقول لى أمرا : وأنت بتتكلم مع مولانا لازم تتكلم بأدب وتخفض صوتك ٍ ده عالم كبير ومبجل ويجب عليك أن تقبل يده بدلا من ان تناقشة ! وأمسك بيد الشيخ يقبلها بطريقة كلها أذلال وليس ابدا تبجيل ، أغاظنى رد فعله من دفعى بهذه الطريقة الى أوامره لى بتقبيل يد الشيخ ، فقلت له بحده وأنا ادفعه فى كتفه ، وأنت دخلك ايه ، أنا وجهت لك كلام ؟ وأيه الطريقة اللى أنت بتتكلم بيها دى أنت فاكر نفسك ايه ؟ ضابط مباحث ؟ ويبدو أن دفعى له وردى عليه ويبدو أنه معروف لدى المصليين قد زادوا من حدة التوتر الحادث فأمسك الرجل بكتفى بطريقة كلها جبروت وسالنى بحدة : أنت مين اللى باعتك ؟ كأننا فى وكر عصابة ، أو فى حارة وفى خناقة بين بلطجية فدفعت يده بشدة من على كتفى وقتل له وانت تطلع ايه علشان أنا أجيلك ؟ ثم نظرت الى الشيخ الذى كان يحاول جاهدا تهدئة الموقف الذى يزداد أشتعالا كل لحظة وقلت للشيخ : فيه كده ياشيخ هو دة وجادلهم بالتى هى احسن؟ هو أنا أسأت لك فى شيء أو عاملتك بطريقة غير محترمة فنفى الرجل بشده أن يكون شيء من هذا قد حدث وأننى فقط اساله سؤال ثم فاجئنى الشيخ بأن أحتضننى وقبلنى فى جبهتى وهو بعتذر بشدة فتأثرت بموقف الشيخ وأحتضنته وقبلت ه فى كتفه وأعتذرت له أن كان صوتى قد أرتفع دون أن اقصد فقبل الشيخ راسى مرة أخرى وهو يعتذر لى مرة أخرى وأستدرت وأنا أهم بالأنصراف حتى فوجئت برجل ضخم يقف بجوار الشيخ يدفعنى بقوة وهو يقول : طيب يالا أمشى ! كنت فى أقصى درجات أستفزازى وأنتباهى فضربت يد الرجل بعنف ولكزته فى كتفه وأنا أصيح به : وأنت مالك وفيه حد يعمل كده فى بيت ربنا ؟ جحظت عين العملاق من المفاجأة فى دفعى له فيما يبدو وهم بالهجوم على ألا أن الشيخ سارع بأحتضاتى وهو يشق بى طريقا وسط الحلقة التى ضاقت من حولى حتى شعرت أنهم يفعلون ذلك قبل أقامة الحد على ! والشيخ يدفع الحشود أمامه ليمر بينهم سمعت لأصوات شجار أخر وأصوات تلوم بغضب ما حدث وانه ما كان أن يحدث فالرجل الذى هو أنا لم يخطيء ، ولم يكفر لما سال سؤال ولا هو السؤال حرم ٍوثانى يصف الجمع الغاضب بالهمجية وأين جادلهم بالتى هى أحسن وكلام كثير متناثر وثلاثة أو أربعة رجال خرجوا من المسجد ثائرين مما يحدث وكنت أظن أننى بمفردى ، وخرجنا نواسى بعضنا رغم عدم معرفتنا السابقة وأنه عليه العوض ومنه العوض وكأننا لايكفينا عصابة لجنة السياسات حتى تخرج علينا عصابة الذقون الذين يريدون سرقتنا بينما يؤمنا أسيادهم ٍ.. وحسبنا الله ونعم الوكيل .
بحثت فى goOgle earth عن موقع مصر .. فماذا وجدت ؟ وجدت دولتان بهذا الأسم ، مصر .. مصر الدولة التى يحكمها الذين تتقدم بهم ، وهى دولة ثرية مليئه بالخيرات والثروات ، دولة منهوبة من قبل حاكميها ! ودولة يعيش شعبها فى لاوطن ! اسمه أيضا مصر .. وهذا الاوطن الثانى وطن أفتراضى ، يعيش فيه شعب افتراضى .. وطن لاحدود له سوى أسوار مصنوعة من الضياع ، يحكمه قانون لاوجود له ، وتتحكم فيه الفوضى الخلاقه ،
بحثت عن هويه الحاكمين للوطن الأول مصر البلد ، فوجدتهم عسكر حرب عصابات ، ورجال أعمال قذرة ومستثمرين لمعاناه الناس وافقارهم وامراضهم لكى يثروا ويتوحشوا فى عالمهم الخاص بهم ، عالم الوحوش الضارية المحكوم بقانون الغاب !! بلد يتقدم بهم تقدم الأعمى الذى يسير بغير هدى ، خطواته متعثرة ، وطريقه غير معروف له ، بلد يتجه ببطىء مستقر نحو الهاويه ، بلد يتجه بخطى واثقة الى قاع النهر ليغرق فيه مثل فراعين مصر السابقين ، ويبدو أن أحفاد الفراعنة لايتعلمون أبدا من أخطاء أجدادهم الظالمين ! فى الجهه الأخرى مصر الشعب اللاجىء الى الضياع ، الى اللاوجود ، نظرت الى هذا الشعب الأفتراضى فماذا وجدت ؟
وجدت اناسا يزرعون الحقد والغل والكراهية ، وأناسا يغرسون شجيرات الضلال فى أرض فاسده ، تروى بالكذب والنفاق والتدين المزيف .. بينما يرفعون أكف الضراعة الى الله يدعونه أن يبارك لهم فى حرثهم ، ويرزقهم من فيضه ، وعندما يحين موسم الحصاد ترى الجميع يتسابقون الى حصاد الجبن .. وقطف ثمار العبودية التى أستطعموها ويحرصون على أن تظل طازجة !!
وجدت ذكورا وأناثا لم يخلقوا فى هذه الدنيا سوى لكى يتناسلوا ويملئوا الأرض بمزيد من الجبناء والمستعبدين ، خلقوا ليملئوا بطونهم بالحرام ، ولاتلمس ايديهم ألا الحرام ، ولما لا .. فهى أرض نفاق وضلال وجبن وعبودية .. فماذا ستنبت غير ذلك ، العبيد !!
أنظر اليهم وهم يتسابقون الى الغش ، والى الكذب ، والى الحلف بالباطل ، أنهم يتنافسون على استحلال الحرام ، والى خلق الأعذار للمجرمين .. الى أنتهاك الأعراض بحجة الفقر والحرمان ، الى الرشوة بحجة ضيق الرزق ، والى السرقة والأغتصاب بحجة البطالة ، أنظر اليهم كيف يفرون كالأرانب المذعورة حين يلمحون سيارة شرطة أو ضابط يمر فى الطريق !! أنهم فى الأصل لم يرتكبوا أى جريمة أو ذنب ! ولكنه الجبن ، لكنه الذل ، لكنها العبودية باعلى مراتبها ، وهل هناك جبن وخزى وعار أكثر من أن تترك اللصوص يسرقون منك وطنك ويطردونك منه الى المجهول ولاتدافع عن نفسك عن بيتك وأولادك ووطنك ، لقد اعطاك الله الصحة والعافية والأيمان والتقوى ، فماذا فعلت بنعم ربك ؟ لكنها صحة نمت على طعام خرج من أرض بور ، أرض فاسده .. لكنها عافية ترنحت تحت ثقل المخدرات والأفلام الأباحية ، لكنه الأيمان المزيف الذى يدعوك الى الصلاة ولاينهاك عن الغش والسرقة ! يدعوك الى التزين بالمصحف فى يديك .. ولاينهاك عن غض البصر ، أو عدم أيذاء الأخرين !
يدعوك الى التصلى فى كل الأوقات ولايدعوك الى أتقان عملك وتيسير أمور العباد بدلا من تعقيدها لتسرق من الناس اموالهم بحجة تخليص امورهم التى تعقدت بسببك انت ، لايدعوك الى أن تخلص لله العمل ، لايدعوك الى أن تفعل كما يقولون أن تحلل المال الذى تقبضه ، أى أن تتقى الله فى عملك ليبارك لك فى رزقك ، يدعوك الى أن تنظف يديك باستمرار بحجة أن الوباء قد أنتشر ولا يلتفتون الى القذارة المنتشرة فى كل مكان ، لايدعوك أبدا الى مكارم الأخلاق ، ولكنه يدعوك دائما الى المسجد والى الحجاب والى النقاب ، كيف يتسنى للأخلاق أن تسمو وتنتشر والناس قد شطبوا هذه الكلمه من قاموس حياتهم البائسة ؟
نظافة القلب
صلاتيى جمعة ، فيهما كل المعانى التىتبحث عنها ، الجمعة قبل الماضى وقف خطيب شاب أخذ يصرخ وعروق رقبته تكاد تنفجر من شدة الصراخ ، كان كعادة الأئمه يدعو الناس ترغيبا وترهيبا بضرورة أتباع سنه الرسول وان ما أصاب المسلمين من اوبئة وأمراض أنما هو نتيجة لمعصية الناس ونسيانهم سنه نبيهم الكريم ، لقد أنحرف الناس فى رأيه عن سنه نبيهم بعدم أتباعهم اياها ، هذا كلامه هو ، شهور وسنوات أصلى الجمعة ولاأسمع سوى هذا الكلام من كل من وقف فوق المنبر يخطب الناس ، كان التركيز شديدا جدا على أتباع سنه النبى حتى كدت أنسى أن هناك رب للناس ولنبى الأسلام !!!
يلحون ويستغيثون ويصرخون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتخلى ويهمل سنه نبى الأسلام !! ولم يقل واحدا منهم ماذا يعنى باتباع سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم لايعرفون من سنه النبى سوى أطلاق اللحية وأرتداء الملابس القصيرة تحت الركبة بقليل والسواك والمصحف وأرتياد المساجد ! هذا عن الرجال ، أما النساء فلا صوت يعلو فوق صوت النقاب والحجاب ، ٍٍفى كل مرة أسمع هذا الكلام أكاد أفقد ٍأعصابى وأقف لأقاطعة فى الكلام طالبا شرحا محددا لما يقول ولكننى فى كل مرة أضبط نفسى وقد ملكنى داء الجبن ! فأصمت وأكظم غيظى ، وأظل أدعو الله أن تنتهى هذه الخطبة على خير لأغادر سليما معافى ! المهم بعد أن أنتهى من الخطبة والصلاة أمسك بالميكرفون لينصح الناس بضرورة النظافة لتجنب الأصابة بالأنفلوانزا المنتشرة ، وأن هذا البلاء مما صنعت يد الناس من عصيانهم لله وعدم أتباع سنه نبيه ! هكذا .. لايملون أبدا من تكرار هذا الكلام أبدا ، لم أعد أحتمل وكنت كعادتى على وشك الأسراع بالأنصراف حتى لاأقحم نفسى فيما لايفيد ، ولكننى هذه المرة خذلت نفسى ووقفت ورفعت يدى أشارة الى اننى اريد أن اساله سيئا ولكنه فيما يبدو تجاهلنى أو لم يرد ان يقطع عليه أحد حديثه او يشوشر عليه ، هكذا يقال ، ولما لم يلتفت الى أضطررت الى مقاطعته بصوت عالى حتى يتوقف قليلا ويسمعنى ، فسألته بتحدى هكذا قيل لى ، هل هذه الأمراض التى تصيبنا عقاب لنا من السماء أم انها نتيجة طبيعية للقذارة المنتشرة فى كل مكان ؟ ألم يرى الشوارع المليئة بالقمامة ؟ ألم يلاحظ سوء معاملة الناس لبعضهم البعض وأنحطاط أخلاقهم مع بعضهم ، ألم يرى الغش والتدليس والفساد فى كل مكان ، ألم يرى الأنحراف وملابس الفتيات والنساء ، ألم يحظ أبدا أى شيء لفت انتباهه غير أن الناس أبتعدت عن سنه رسولهم الكريم ؟ لقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن أقربكم منى منزلة يوم القيامه أحسنكم أخلاقا ، ولم يقل اكثركم صلاة وعبادة !! لم يذكر أحدا منكم شيئا عن مكارم الأخلاق ٍوأنه لاأيمان لمن لاأخلاق له ، فبادرنى ومن أين سيأتى الناس بكل ذلك ألا من أتباعهم سنه نبيهم ؟ ، كدت أقول له ولكنك لم تقل كلمه مما قلته لك ، فلماذا ؟ تتركون كل ذلك وهو من ثوابت الدين ومن أهم دعائمه ، وكدت أذكر له قول أمير الشعراء ، أنما الأمم الأخلاق فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا فجبنت ، خفت أن يعتبروننى مرتدا لأننى ذكرت بيتا للشعر داخل المسجد فلم ارد ، وأستدرت وأنصرفت وأنا أتعجب من منطقهم ، من تعاونهم فى تضليل الناس والضحك عليهم ، ولكننى أستنتجت أنهم قد درسوا جيدا نفسيه الناس فوجدوا نفوسهم خاوية ، وأرادتهم مسلوبة ، وتواكلهم عظيم ، فوجدوا أن أفضل طريقة للسيطرة على عقولهم هو ترهيبهم وجعلهم يعيشون فى رعب أزلى اسمه الدين ، أفضل طريقة هى التزين بزى الدين ، التمسح بالنبى ةهم لايأخذون منه سوى الزى والمظهر ولم يلتفتوا الى أن هذا الزى كان هو الزى الرسمى لبدو يعيشون فى الصحراء ، وأن هذا الزى كان مناسبا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام مضى ، لقد أخذوا أبسط شيء واقل ما يمكن اخذه من دين محمد وهو المظهر ، لأن اكثر من ذلك سوف يتعبهم ويشقيهم ، فهل هم يملكون الشجاعة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ هل هم لديهم الشجاعة والوعى والفهم والعلم لمواكبة التطور الحاصل فى العالم من حولنا ؟ هل يملكون الغيرة والكرامة والعزة والكبرياء للمنافسة على حجز مكان لهم فى مقدمة الأمم كما كان أسلافهم المسلمين ، كل هذا صعب جدا ، بل مستحيلا ، فهذا الفعل يحتاج منهم جهدا وعرقا ، يحتاج عقلا مستنيرا وعزيمة وقبل كل ذلك يحتاج أيمانا راسخا وعلما أهملوه لما وجدوا فيه من مشقة ، ٍفماذا صنعوا ؟ نشروا سياسة الجهل ، نشروا الخرافات والخزعبلات ، رفضوا التعليم الدنيوى بحجة أن القرأن يحتوى كل العلوم التىستظهر الى يوم الدين ، وأقنعوا بمنطقهم الفاسد شعبا فقير بائسا يحتاج الى اى فتوى فاسدة لكى يركن الى الراحة والنوم والتواكل ، أليس الله هو الرازق ؟ أليس رزقكم فى السماء وما توعدون ؟ ، أليس هذا ما يقوله المفتيين والعلماء الذين يرتدون الزى الأسلامى ؟
ٍأصدقكم القول أن هذا الموضوع يؤرقنى منذ سنوات طوال ورغم ما تعلمته من الدنيا لم أستطع أن أفتح فيه نقاشا حرا سوى مع من يطلقون عليهم علمانيين ! أما اذا حاولت مناقشته مع أحدا ممن يطلقون على انفسهم علماء فلا أكثر من ان تصيبك نظرات أحتقار وأشمئزاز وكلمات من عينه الله يهديكم أو أتهام مباشر أن أمثالى العلمانيين هم سبب نكبة الأمة !! رغم أننى لا علمانى ولايحزنون ، المهم أننى أتخذت قرارا بعد ياس تام أصابنى بأن لاأتحدث مع أى احد فى اى امر من أمور الدين خاصة بعد أن زاد سلطان هؤلاء وقويت شوكتهم جدا مع ظهور الفكر الجديد رغم ظهور رذاذ من الخلافات والأضطهاد على سطح الأحداث . ٍ
لكننى للأسف لم أستطع المحافظة على وعدى لنفسى ولزوجتى وأولادى بأن أترك البلد تنحرق على دماغ أصحابها الذين هم أعضاء لجنة السياسات أصحاب الفكر الجديد فى أغتصاب بلد بلا شعب سوى جماعة من خدم السلطان يريدون أن يمنحهم السلطان وظيفة أغاوات لخدمته فى توريد انفار وجوارى باسم الله ، الم يقل الله عز وجل فى كتابه وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم ؟ أليس أولى الأمر منكم تلك تنطبق على السلطان ، وأيضا تشمل أغاواته الذين يطيعون امر ربهم باطاعة أولى الأمر ؟ المهم أننى ذهبت لصلاة الجمعة التالية مباشرة ، وهناك حدث ما كنت أخاف منه منذ سنوات أن يحدث لى ، ورغم قرائتى لكثير من تلك الأحداث التى أخاف منها شخصيا والتى عايشت مثلها لأناس اخريين ، ألا أننا فيما يبدو لانقدر الأحداث حينما نراها تقع لغيرنا حق تقديرها ، ولانشعر بمدى فظاعتها سوى بعد أن نكوى بها بماشرة ،المهم أننى ذهبت الى المسجد ، مسجد أخر شهير ومريح نفسيا ، وودعتنى زوجتى وأولادى محذرين مذكريين اياى بالوصايا العشر ، لاتتثاءب ، ولاتتظاهر بالغيظ ، أو التعجب ، لاتتبادل النظرات مع أحد ، تظاهر بالعمى خاصة مع شهرتى بأننى مشاغب مساجد مثل مشاغبى الملاعب ! لاتجادل ياأخ على ،ٍ اذا لم تعجبك الخطبة أو الخطيب فحاول أن تسند ظهرك الى حائط أو عمود من أعمدة المسجد وأخلد الى النوم قليلا والله غفور رحيم ،وهكذا حنى أوشكت على الأمتناع عن صلاة الجمعة كلية والأكتفاء بصلاتها ظهرا !
ذهبت الى المسجد تسبقنى دعواتى الى المولى أن تهاجمنى نوبة نوم حتى تنتهى الخطبة ، ولكنه القدر جلست مفنجلا عينى شديد الأنتباه بلا اى تحفز فمازالت تحذيرات أولادى وتوسلاتهم ترن فى أذنى ، حتى ذكر الشيخ الخطيب الموضوع المقرر وهو النقاب ! داهمتنى نوبة من الغيظ كتمتها وكان سبب ذكر النقاب قرار شيخ الأزهر منع الطالبات والمدرسات المنتقبات من دخول الجامعه أو المدرسة أو السكنى فى المدينه الجامعية الااذا خلعن نقابهن وأكتفين بالحجاب ، فالنقاب ليس من الدين وليس كل من ترتدى النقاب جديرة بالأحترام ! هاج الشيخ الوقور وماج وشبه شيخ الأزهر بعبد الله بن سلول زعيم المنافقينٍ وذكر قصة ملفقة عن المرأة المسلمة التى ذهبت تبتاع فى السوق وكان اليهود يومها يعيشون فى المدينه وطلب بائع يهودى من المرأة خلع نقابها فرفضت المرأة مما دفع الرجل الى التحرش بالمرأة فصرخت تستغيث من اليهودى فسمعها رجل مسلم فوثب على اليهودى فقتله فتكاثر عليه اليهود فقتلوه ، ولما علم الرسول بما جرى أمر بقتلهم فتشفع لهم عبد الله بن سلول لأنهم كانوا حلفائه فأمر النبى بطردهم من المدينه بدلا من قتلهم ، والرواية كما ذكرتها كل كتب التاريخ والسيرة النبوية لم تذكر أن المرأة المسلمه كانت ترتدى أى نقاب والحقيقة أن المرأة كانت تشترى من بائع يهودى وكانت تجلس القرفصاء كعادة أهل ذلك الزمان ، فغافلها يهودى من خلفها وقام بربط أسفل ثوبها فىقطعة القماش التى تغطى به رأسها فلما قامت المرأة تعرى جسدها فصرخت فسمعها الرجل المسلم .. حتى أخر الرواية ، فما الذى أقحم النقاب فى الرواية الا للدلالة على أن النقاب كان أمر الهى منذ بداية الأسلام وأن الرسول لم يمنعه ، أليس هذا التلفيق لايليق من أمام قوم ، ينصح المسلمين بالكذب ليدفعهم الى تصديق أنهم مضطهدون من أناس لايختلفون عن عبد الله بن سلول ! ثم أعرب عن حزنه الشديد لأن المرأة المسلمه مهانه ومغتصبة فى كل مكان ، فى فلسطين وافغانستان وكشمير والعراق والشيشان ، وأنه عندما صرخت المرأة فى سجن الروم واأسلاماه جهز الخليفة العباسى جيشا جرارا وهاجم الروم وأحيل للادهم وأخرج المرأة من سجنها ، أمرأة واحدة تحركت لها جيوش الأسلام ، هكذا يقول ، أما الأن فلا كرامه ولاعزة ولاأيمان ، و...ولم ينسى فى نهاية خطبته أن يدعو بحرارة على الذين يحاربون الأسلام ويدفعون المرأة المسلمة دفعا للأنحراف برفضهم أرتدائها النقاب , والنقاب رمز الشرف والعفة والأحترام , ثم سأل هل رأى أحدكم أمراة غير منتقبة ومحترمة ؟!!!! فالنقاب دليل شرف وأحترام للمرأة المسلمة !! ثم أخذت وتيرة الدعاء فى الأرتفاع وتأمين المصليين خلفه ترتفع ,اخذ يدعو للمؤمنين فى غزة الذين يدافعون عن المسجد الأقصى بمفردهم ، فهم المؤمنون وحدهم ، هم المسلمون حقا الذين سيدخلون الجنة قبل بقية المسلمين بخمسمائة عام !! ثم دعا لتحرير المرأة المسلمة فى كل مكان على سطح الأرض ولم يذكر ابدا مصر ! أصارحكم أصابتنى غمة شديدة وكأبة وقمنا للصلاة وعندما أنتهت سارعت بالوصول الى حذائى والفرار من أمام هذا الأمام ولكن ، وجدت نفسى أعود للخلف بعد أن وطأت قدمى خارج المسجد ، كان شيئا غامضا كأنه سحر وجدت نفسى أجلس بجوار الشيخ الذى كان يجلس أمام المحراب ينهى صلاته بالتسبيح ، أنتظرت أنتهائة من التسبيح بمنتهى الأدب وعندما أنتهى ألقيت علية السلام فصافحنى الرجل بادب جم فاستأذنته فى سؤال فرحب ٍ : سالته هل يقبل الله صلاة وعبادة شعب يعيش فى هذه القذارة التى يعيش فيها من جبال قمامة فى كل مكان الى تلوث وفساد وضياع ؟ أنتهى سؤالى والأمام ينظر الى الأرض ، ثم فجأنى بما لايخطر على عقل بشر ! أشار الأمام الى قلبه وقال لى : المهم نظافة القلب لانظافة الشارع ! أصارحكم أن أجابته صدمتنى ، جعلتنى فى حالة من الخواء النفسى يشبه أنسان مخدر يرى ماحوله ولايشعر بشيء ، أستفزتنى أجابته فقلت له : هل تعنى لوأن جميع النساء قد قنقبن والرجال لطلقوا لحاهم فسوف يدخلون الجنه هكذا وهم يعيشون فى منتهى القذارة حياة لاتليق بالبشر ؟ فصمت وهو ينظر الى الأرض فقلت له : أنكم ياشيخ لايهمكم سوى النقاب واللحية وقرأة القران ولم أسمعكم مرة واحدة تأمرون بالمعروف أو تنهون عن المنكر أو حتى تدعوا أليهم ، فقال لى : أن ديننا يأمرنا بأن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الأيمان !! كما أن كل خطبه تمتلء بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فرددت ‘ هل تفهمنى أن شعبا وأمة بأكملها لايوجد فيها من يأمر بامعروف وينهى عن المنكر !! ثم أنك ياشيخ تدعو لنصرة نساء المسلمين فى كل أرجاء الأرض ماعدا البلد الذى تعيش ٍ فيه ، اليس هنا فى مصر نسائنا منتهكات وشبابنا ورجالنا ينتهكون كل ساعة فى أقسام البوليس ، أليس الفساد طغى حتى أغرق كل نسمة هواء فى مصر لم أسمعك تدعوعلى الفاسدين أو المرتشين أو الضلالية ، لم أسمعك تدعو كل أب وكل زوج أن ينظر الى ثياب ابنته أو زوجته أو أخته قبل أن تنزل من بيتها !! لم ... ولم أكمل كلامى فقد شعرت بوكزة قوية جدا فى كتفى من الخلف كانت من القوة أن صرخت من الألم ، نظرت خلفى لأرى من وكزنى فوجدت رجلا غاضبا ومتوتر جدا فصحت فيه : أيه يابنى أدم أنت فيه كده ؟ فوجئت به يصرخ فى وجهى : وطى صوتك وأنت تتكلم مع مولانا ، أنت جاى تشوشر على المسجد ؟ فقلت له بغيظ ولم أكن قد لفت نظرى الحلقة الكبيرة التى ألتفت حولنا أنا والشيخ والتى أخذت تضيق حتى ألتحمت بنا أنا والشيخ : فقلت موجها كلامى الى الرجل : وهو فيه حد يضرب حد فى المسجد بالشكل ده ؟ ثم أنا بأتكلم مع الشيخ وربما يكون صوتى قد أرتفع قليلا وانا لم أقصد ثم التفت الى الشيخ وسأليه : أنا اسأت أليك فى شيء ياشيخ ؟ فنفى الرجل ، ألا أننى فوجئت بشخص أخر يرتدى نظارة ويبدو عليه الهيبة يدفعنى فى كتفى ويقول لى أمرا : وأنت بتتكلم مع مولانا لازم تتكلم بأدب وتخفض صوتك ٍ ده عالم كبير ومبجل ويجب عليك أن تقبل يده بدلا من ان تناقشة ! وأمسك بيد الشيخ يقبلها بطريقة كلها أذلال وليس ابدا تبجيل ، أغاظنى رد فعله من دفعى بهذه الطريقة الى أوامره لى بتقبيل يد الشيخ ، فقلت له بحده وأنا ادفعه فى كتفه ، وأنت دخلك ايه ، أنا وجهت لك كلام ؟ وأيه الطريقة اللى أنت بتتكلم بيها دى أنت فاكر نفسك ايه ؟ ضابط مباحث ؟ ويبدو أن دفعى له وردى عليه ويبدو أنه معروف لدى المصليين قد زادوا من حدة التوتر الحادث فأمسك الرجل بكتفى بطريقة كلها جبروت وسالنى بحدة : أنت مين اللى باعتك ؟ كأننا فى وكر عصابة ، أو فى حارة وفى خناقة بين بلطجية فدفعت يده بشدة من على كتفى وقتل له وانت تطلع ايه علشان أنا أجيلك ؟ ثم نظرت الى الشيخ الذى كان يحاول جاهدا تهدئة الموقف الذى يزداد أشتعالا كل لحظة وقلت للشيخ : فيه كده ياشيخ هو دة وجادلهم بالتى هى احسن؟ هو أنا أسأت لك فى شيء أو عاملتك بطريقة غير محترمة فنفى الرجل بشده أن يكون شيء من هذا قد حدث وأننى فقط اساله سؤال ثم فاجئنى الشيخ بأن أحتضننى وقبلنى فى جبهتى وهو بعتذر بشدة فتأثرت بموقف الشيخ وأحتضنته وقبلت ه فى كتفه وأعتذرت له أن كان صوتى قد أرتفع دون أن اقصد فقبل الشيخ راسى مرة أخرى وهو يعتذر لى مرة أخرى وأستدرت وأنا أهم بالأنصراف حتى فوجئت برجل ضخم يقف بجوار الشيخ يدفعنى بقوة وهو يقول : طيب يالا أمشى ! كنت فى أقصى درجات أستفزازى وأنتباهى فضربت يد الرجل بعنف ولكزته فى كتفه وأنا أصيح به : وأنت مالك وفيه حد يعمل كده فى بيت ربنا ؟ جحظت عين العملاق من المفاجأة فى دفعى له فيما يبدو وهم بالهجوم على ألا أن الشيخ سارع بأحتضاتى وهو يشق بى طريقا وسط الحلقة التى ضاقت من حولى حتى شعرت أنهم يفعلون ذلك قبل أقامة الحد على ! والشيخ يدفع الحشود أمامه ليمر بينهم سمعت لأصوات شجار أخر وأصوات تلوم بغضب ما حدث وانه ما كان أن يحدث فالرجل الذى هو أنا لم يخطيء ، ولم يكفر لما سال سؤال ولا هو السؤال حرم ٍوثانى يصف الجمع الغاضب بالهمجية وأين جادلهم بالتى هى أحسن وكلام كثير متناثر وثلاثة أو أربعة رجال خرجوا من المسجد ثائرين مما يحدث وكنت أظن أننى بمفردى ، وخرجنا نواسى بعضنا رغم عدم معرفتنا السابقة وأنه عليه العوض ومنه العوض وكأننا لايكفينا عصابة لجنة السياسات حتى تخرج علينا عصابة الذقون الذين يريدون سرقتنا بينما يؤمنا أسيادهم ٍ.. وحسبنا الله ونعم الوكيل .